تحتها بنقطتين والنون في آخره، بلدة بين بلخ وغزنة، بها قلعة حصينة والقصبة صغيرة والمملكة واسعة جدا وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوع منقوش فيه كل طير وخلق على وجه الأرض ينتابه الدعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه، أحدهما يسمى سرخ بت (1) والآخر خنك بت (2)، قيل ليس في الدنيا مثلهما، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي البامياني، سكن بلخ، يروي عن مكي بن إبراهيم وعلي بن الحسن الرازي المعروف بكراع ومقاتل بن إبراهيم والليث بن مساور وغيرهم من البلخيين، روى عنه محمد بن محمد بن يحيى وعبد الله بن محمد بن طرخان، وهو مستقيم الحديث من الثقات. وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني، شيخ مكثر ثقة، رحل إلى العراق والشام وما وراء النهر وأكثر من الحديث، سمع السيد أبا الحسن عمران بن موسى بن الحسن الحسني وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن أبي الحسن البسطامي ببلخ وأبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله الامام بعسقلان، وتوفي في حدود سنة تسعين وأربعمائة (3) ببلخ.
البانبي: بباء منقوطة بواحدة وبنون مفتوحة بعد الألف وفي آخرها باء أخرى، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها بانب، والمشهور بالنسبة إليها أبو الطيب جلوان بن سمرة بن ماهان البانبي، يروي عن أبي مقاتل عصام النحوي وعبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور والقعنبي وخاقان السلمي وأحمد بن حفص، كان زاهدا ورعا عابدا، وكان من زهده أنه كان واقفا على باب مسجده يؤذن وكان يوم طين ووحل فلما فرغ من الاذان أتاه رجل وناوله كتابا مختوما فنظر في عنوانه وكان عليه اسم الأمير فرمى ذلك في الطين وقال: متى كنت أنا من عمال الأمير؟ فلما بلغ الخبر الأمير قال: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لا يقرأ كتابي. وهو صاحب حديث: انزعوا الطسوس وخالفوا المجوس. وأبو سفيان وأبو جعفر محمد بن يوسف الإسكاف الباوردي، نزل بغداد وحدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي وأحمد بن عيسى الخشاب التنيسي وسليمان بن عبد الحميد البهراني، روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو طالب عبد الله بن