قرى خوارزم، منها أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالبافي، سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشافعي وله معرفة بالنحو والأدب مع عارضة وفصاحة، وكان حسن المحاضرة بليغ العبارة حاضر البديهة يقول الشعر المطبوع من غير كلفة ويعمل الخطب ويكتب الكتب الطويلة من غير روية وتفكر، وقصد يوما صديقا له ليزوره فلم يجده في داره فاستدعى بياضا ودواة وكتب إليه:
كم حضرنا فليس يقضي التلاقي * نسأل الله خير هذا الفراق ان أغلب لم تغب وإن لم تغب * غبت كأن افتراقنا باتفاق ومات في المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة (1).
الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد، خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن الباقرحي الناقد الصيرفي من أهل بغداد، كان من بيت العلم والحديث والقضاء والعدالة، وكان من ملاح البغداديين، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد المتيم الواعظ وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وغيرهم، روى لنا عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ بمكة وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي بأصبهان وأبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي ببغداد وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ودفن بباب حرب. وجده أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن مافناحسنس بن فيروز بن كسري قباذ الباقرحي، كان صدوقا صحيح الكتاب حسن النقل جيد الضبط ومن أهل العلم والمعرفة بالأدب، واستخلفه القاضي أبو بكر بن صبر على الفرض وشهد عنده بعد سنة سبعين وثلاثمائة، وشهد أيضا عند أبي عبد الله الضبي وأبي محمد بن الأكفاني وغيرهم، وكان ينتحل في الفقه مذهب محمد بن جرير الطبري، ومسكنه في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي، سمع الحسين بن يحيى بن عياش القطان وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبا عبد الله الحكيمي وعلي بن محمد المصري وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي