في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن عبد الله الأديب الأكاف مؤدبي وأول من قرأت عليه شيئا من الأدب، وكان يعرف الفلسفة والعلوم المهجورة ولكنه كان ساكتا وقورا لطيفا، وكان ينظم الشعر المتوسط، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة، وكان من أهل مرو. ووالده أبو بكر الأكاف حدث وكان من أصحاب أبي القاسم الفوراني الفقيه (1).
الأكفاني: بفتح الألف وسكون الكاف وفتح الفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الأكفان، والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن جعفر بن عامر بن الأكفاني الأسدي، من أهل بغداد ولي القضاء بها، وكان حسن السيرة محمودا في ولايته غير أنه ضعيفا في الحديث، حدث عن أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأحمد بن علي الجوزجاني ومحمد بن مخلد العطار وأبي عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وأبي العباس بن عقدة الحافظ وإسماعيل بن محمد الصفار، روى عنه أبو بكر البرقاني ومحمد بن طلحة النعالي وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبو القاسم التنوخي وعبد الكريم بن علي السني، وقال أبو إسحاق الطبري: من قال إن أحدا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار غير أبي محمد الأكفاني فقد كذب، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة ست عشرة وثلاثمائة، ومات في صفر سنة خمس وأربعمائة ببغداد (2).