طرفيك وأحد أبويك قال: لا والله ما لأبيك ولا لمن هو أوجب حقا من أبيك هوادة في إذلال سلطان ثم أمر بي فأخرجت؛ قال: ثم أخرج إلي كتابين إلى خالد بن عبد الملك لا أدرى ما فيهما فطلب عنبسة عليهما فما قدر عليه وطلبت ذلك فلم أقدر عليه فكتبت قصة إلى أم حكم امرأة هشام فأخرجت إلى نسخهما؛ فإذا في أحدهما: أما بعد يا ابن الأعرابية البوالة فقد علمت أن ابن أبي بجراء لم يجتر على ضرب خال أمير المؤمنين إلا بك ووالله لولا ما راقب أمير المؤمنين منك لبعث إليك من ينزلك عن فراشك ثم يضربك ويمثل بك وفي الآخر: أما بعد: فادع عشرة من خيار أهل المدينة فاقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين ثم ابعثهم إلى فاطمة بنت الحسن فإن اختارت أيوب بن سلمة فخل بينها وبينه فقد أجاز أمير المؤمنين نكاحهما وإن كرهته فاصرف أيوب عنها وخل بينه وبينها؛ قال: فبعث خالد إلى عشرة فيهم يزيد بن خصيفة وربيعة ابن أبي عبد الرحمن؛ فقال: ادخلوا بكتاب أمير المؤمنين إلى فاطمة فاقرءوه عليها؛ فخرج القوم حتى دخلوا عليها وبرزت لهم؛ فقالوا: هذا كتاب أمير المؤمنين قالت: اقرءه على بركة الله فقرءوه عليها؛ فقالت: والله لو كان الناس في شق وأيوب في شق كنت في شقه؛ فإني أختار أيوب؛ فخلوا بينهما فدعا ببغلة واحتملها فلم تزل عنده حتى ماتت ولم يولد لها.
((ثم مصعب بن محمد بن شرحبيل العبدري)) ((ابن حزم يلي المدينة بعد خالد ثم يعزل بمحمد بن هشام)) عزل خالد بن عبد الله سنة ثمان عشرة يوم الخميس لثلاث بقين من رجب وأتت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ولايته على المدينة