أبو العباس السفاح وبويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة وأتاه أبو سلمة فبايعه وحمله حتى صلى بالناس 189 الجمعة في مسجد الكوفة الأعظم وأمه ريطة حارثية ولما ولى أبو العباس استعمل على الكوفة عمه داود بن علي وبعث جماعة من أهل بيته إلى القواد من أهل خراسان ببيعته واستعمل أخاه أبا جعفر على من بوأسط من الناس مع الحسن بن قحطبة فلم يزل محاصرا ليزيد بن عمر حتى أفتتحها صلحا في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان حصاره تسعة أشهر ثم قتل أبو جعفر يزيد بن عمر وابنه داود ابن يزيد وكتب أبو العباس إلى عمه عبد الله بن علي يأمره بالمسير إلى مروان فزحف إليه مروان بمن معه فاقتتلوا فهزم مروان وفض جمعه واتبعه عبد الله بن علي حتى نزل بنهر أبى فطرس من أرض فلسطين واجتمعت إليه بنو أمية حين نزل النهر فقتل منهم بضعة وثمانين رجلا وخرج صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بعد مقتلهم في طلب مروان حتى لحقه في قرية من قرى الفيوم من أرض مصر يقال لها بوصير فقتله وكان الذي قتله رجل على مقدمة صالح يقال له عامر ابن إسماعيل من أهل خراسان وذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة
(٣٧٢)