النجفية، وتوزيعها مجانا، وكلها تعتبر من دعامات نهضة النجف الفكرية.
إن الكتاب لا شك وسيلة من وسائل التربية العامة، ووسيلة من وسائل إيقاظ الشعور وتنبيه العواطف، ولكم كان للكتاب نجاح في قلب كيان الجمعيات وتغيير شكل الحياة الاجتماعية.
ومن وهنا يظهر قيمة الكتاب وتأثيره في الهيئات الاجتماعية والنتائج التي تنتجها على الشعور العام صلاحا أو فسادا تبعا لصلاحه أو فساده، فهو على كل حال من أول الوسائل على زيادة المعلومات الانسانية وموافاة العقول بمعلومات كثيرة بدون حاجة إلى الانتقال والمشاهدة، بل بمجرد قراءة كتاب وهذه الظاهرة أدت إلى نمو كبير في المكتبات العامة والخاصة، وإقامة المباني الضخمة من أجلها ففي إنجلترا وأمريكا مثلا بدأ عن طريق اتخاذ قوانين تسمح للدولة بجباية ضريبة خاصة ببناء مكتبات عامة وهي لا ترمي إلى خدمة الباحثين وانما تشبع رغبات القراء العاديين.
وعلى ممر الأيام أصبحت المكتبات عاملا أساسيا من عوامل الحضارة، ويرجع هذا أيضا إلى الأهمية الاجتماعية التي يعطيها الغربيون عادة إلى المكتبات وخاصة في مدنهم الكبرى، ولم تزل تخصص إلى الآن أمثال هذه المبالغ لا من جانب الدولة والبلديات فحسب