زرياب (... - نحو 230 ه =... - نحو 845 م) علي بن نافع، أبو الحسن، الملقب بزرياب، مولى المهدي العباسي: نابغة الموسيقى في زمنه. كان شاعرا مطبوعا، عالما ببعض الفنون من الطبيعي وغيره، عارفا بأحوال الملوك وسير الخلفاء ونوادر العلماء، اجتمعت فيه صفات الندماء. وكان حسن الصوت. وهو الذي جعل العود في خمسة أوتار، وكانت أوتاره أربعة. أخذ الغناء ببغداد عن إسحاق الموصلي وغيره وغنى في صباه بين يدي هارون الرشيد. وسافر إلى الشام، ومنها إلى الأندلس وقد سبقته إليها شهرته، فركب عبد الرحمن ابن الحكم الأموي، بنفسه، لتلقيه.
وجعل له في كل شهر مئتي دينار، واستغنى به عمن عداه من الندماء والمغنين، فأقام بقرطبة. وبها اخترع مضراب العود من قوادم النسر، وكانوا يصنعونه من الخشب. وتوفي بها. وللمستشرق ليفي بروفنسال، في محاضرته " الشرق الاسلامي والحضارة العربية الأندلسية - ط " بتطوان، بحث عن " زرياب " جزم فيه - ولم يذكر مصدره - بأن زريابا ولد في الجزيرة سنة 172 ه (788 م) ودخل الأندلس سنة 207 ه (822 م) وتوفي سنة 243 ه (857 م) وقال إنه علم أهل قرطبة أرقي أنواع الطهي البغدادي، وفتح فيها ما نسميه " معهد جمال " يدرس فيه فن التجميل واستعمال معجون الأسنان، وعلمهم أن يفرقوا شعرهم في وسط الرأس، بدلا من أن يتركوا خصلات الشعر فوق جبينهم تغطي أصداغهم، ويعقصوه حول رأسهم، وأن يظهروا الحاجبين والعنق والاذنين، وأن يلبسوا ملابس بيضاء من أول شهر يونيو حتى نهاية سبتمبر، وأن الربيع هو موسم الملابس الحريرية الخفيفة والقمصان ذات الألوان الزاهية، وأن الشتاء فصل الفراء والأردية الثقيلة.. (1).