الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٤ - الصفحة ٣١١
أصله من إربل. كان من أعيان شعراء " الناصر " ابن العزيز. وكان جنديا فتصوف. وتوفي بالفيوم (1).
ابن التركماني (683 - 750 ه‍ = 1284 - 1349 م) علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني، أبو الحسن: قاض حنفي، من علماء الحديث واللغة. من أهل مصر. له كتب، منها " المنتخب " في علوم الحديث، و " المؤتلف والمختلف " و " كتاب الضعفاء والمتروكين " و " بهجة الأريب - خ " في غريب القرآن، و " الجواهر النقي في الرد على البيهقي - ط " و " تخريج أحاديث الهداية " (2).
المنصور المريني (697 - 752 ه‍ = 1297 - 1351 م) علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني، أبو الحسن، المنصور بالله:
من كبار بني مرين، ملوك المغرب. كان يغرف عند العامة بالسلطان الأكحل، لسمرة لونه، وأمه حبشية. بويع بفاس بعد وفاة أبيه (سنة 731 ه‍) بعهد منه، واستنجد به بنو الأحمر، وقد احتل الإفرنج جبل طارق، فأرسل الجيوش فافتتح الجبل وحصنه. وكان بنو زيان أصحاب تلمسان على غير وفاق مع بني مرين، فصالحهم، فنكثوا، فزحف عليهم (سنة 735) فافتتح وجدة وهدم أسوارها، واستولى على وهران وهنين ومليانة والجزائر. وجدد بناء " المنصورة " بقرب تلمسان، وكان قد اختطها عمه يوسف بن يعقوب بن يعقوب وخربها بنو زيان.
ثم تم له فتح تلمسان، وأطاعته زناتة.
وعاد إلى فاس فجهز الجيوش لقتال الفرنجة في الأندلس بقيادة ابن له يدعى " أبا مالك " فقتل الإفرنج أبا مالك، فتولى السلطان مباشرة الجهاد بنفسه فرحل إلى سبتة (Ceuta) وجمع الأساطيل فضرب بها أساطيل الفرنج ببحر " الزقاق " (Detroit de Gibraltar) سنة 740 وعبر البحر إلى ناحية طريف (Tarifa) وكانت في يد العدو، فحاصرها طويلا.
وفاجأه الإفرنج بجيوش متعددة، فأصيبت عساكره بفاجعة قلما وقع مثلها، وقتلت النساء والولدان، ونجا ببقايا جموعه (سنة 741) فقفل إلى الجزيرة الخضراء فجبل فتح، وركب إلى سبتة. واستأسد الفرنج، فأغرقوا أساطيله في " الزقاق " واحتلوا الجزيرة الخضراء. ورجع إلى فاس، يتجهز لإعادة الكرة، فعلم بوفاة أبي بكر الحفصي (صاحب إفريقية) ونشوب الفتنة بين ابنيه، فتوجه بجيشه إلى تونس فدخلها سنة 748 وزار القيروان وسوسة والمهدية، واستعمل العمال على الجهات، دالت دولة الحفصيين. واتصلت ممالكه من مسراتة إلى السوس الأقصى.
ولم يكد ينعم بهذا الاستقرار، حتى انتقضت عليه قبائل العرب بإفريقية، فقاتلهم، فطفروا، فلجأ إلى القيروان وتسلل منها إلى تونس، فهادنه العرب ثم صالحوه. ووصلت الاخبار إلى المغرب الأقصى، فانتقضت زناتة، من بني عبد الواد ومغراوة وبني توجين. وكان قد ولى ابنه أبا عنان (واسمه فارس) على تلمسان، فلما علم هذا ما حل بأبيه دعا إلى نفسه، فبويع بقصر السلطان بالمنصورة (سنة 749 ه‍) وزحف بجيش إلى فاس فقاومه أميرها (وهو أخوه: منصور ابن علي) فافتتحها وقتله، واستوسق له ملك المغرب. وجاءت الاخبار بذلك إلى " السلطان " وهو بتونس، فركب البحر (سنة 750) في نحو ستمائة مركب، وعصفت الريح على ساحل تدلس (وتسمى الآن Dellys) فغرق كل من معه إلا بضعة مراكب. ونزل بالجزائر، فأقبل عليه أهلها، فنهض يريد تلمسان، وكان قد استولى عليها بنو زيان، فقاتلوه ونهبوا ما بقي معه، فخلص إلى الصحراء وانتهى إلى سجلماسة فقابله أهلها بالطاعة.
ورحل إلى مراكش، ففرح به أهلها.
وزحف ابنه (أبو عنان) من فاس لقتاله، فتلاقيا في وادي أم الربيع، فانهزم عسكر السلطان، ونجا، فانصرف إلى جبل هنتاتة وطلبه ابنه (أبو عنان) فحمته قبائل هنتاتة، فاعتل في أثناء ذلك ومات، فحمل ألى ابنه، فتلقاه حفيا حاسرا باكيا وقبل أعواد النعش ودفنه في مراكش، ثم نقله إلى مقابرهم بفاس. ومنها إلى ضريحه بشالة. له من آثار العمران مدارس في مراكش وسلا ومكناسة الزيتون وغيرها. وكان مع بطولته له اشتغال بالأدب، يقول الشعر ويجيد الانشاء.
ولابن مرزوق كتاب في سيرته سماه " المسند الصحيح الحسن من أحاديث السلطان أبي الحسن " وأطنب لسان الدين ابن الخطيب في الثناء عليه في منظومته " رقم الحلل " وقال السلاوي فيه: أفخم ملوك بني مرين دولة، وأضخمهم ملكا وأكثرهم آثارا بالمغربين والأندلس (1).
ابن القاصح (716 - 801 ه‍ = 1315 - 1399 م) علي بن عثمان بن محمد بن أحمد، أبو البقاء ابن العذري، ويعرف بابن القاصح: عالم بالقراءات، من أهل بغداد. له كتب، منها " سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقرئ المنتهي - ط " وهو شرح على الشاطبية، و " تلخيص الفوائد ط " في شرح رائية الشاطبي المسماة " عقيلة أتراب القصائد " في رسم المصحف، و " قرة العين - خ " في التجويد، و " تحفة الطلاب في العمل بربع الأسطرلاب - خ " رسالة صغيرة، و " المنهل العذب المسيب في شرح العمل بالربع المجيب - خ " في الفاتيكان،

(١) فوات الوفيات ٢: ٥٧ وصلة التكملة - خ.
(٢) لحظ الألحاظ. والفوائد البهية 123 و. Brock 67: 2. S, (64) 76:
2 والنجوم الزاهرة 10: 246 وتاج التراجم - خ. ومعجم المطبوعات 50.
(1) جذوة الاقتباس 291 والاستقصا 2: 57 - 87 والحلل الموشية 134 واللمحة البدرية 92 والانبساط 52 - 53.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»