النوع من الكتب و رغب في هذا النحو من التأليف كثير من المتأخرين ولا سيما بعد سهولة الكتابة بوفور القرطاس، وتوسعة دوائر المطبوعات، واتصال البلاد فقاموا بنشر المجلات في رأس كل شهر غالب أو ثلاثة أشهر مثل مجلة سومر البغدادية حتى بلغ هذه التأليفات حدا يصعب استقصائها، وقد قام السيد محمد الصدر الهاشمي الأصفهاني بتأليف كتاب في تاريخ الجرائد والمجلات الفارسية فبلغ فهرس ما أطلع عليها إلى أربع مجلدات مع أنه لم يظفر بكثير بل أقتصر منها على ما ألف منها إلى سنة 1360، وما ألف بعد التاريخ، أكثر مما في فهرسه، ونحن قد ذكرنا كثيرا من المجلات في النسخة الأصلية من الذريعة ولما رأينا انتشارها في الكتاب المذكور، اعرضنا عن ذكر جميعها حذرا عن التكرار المضيع لأوقات المطالعين ودللناهم على محلها، فليراجع الطالب للتفاصيل إليه، وليشكر لمؤلفه الفاضل الذي سهل له السبيل إلى مطلوبه وليقدر مجهوده، نعم أشرنا إلى قليل منها لئلا يخلو الكتاب من هذا العنوان في ج 5 ص 94 تحت عنوان (جريدة الاخبار) المعبر عنها بالروزنامه، الحاوية للاخبار اليومية وغيرها، والجاذبة لقلوب المطالعين فيها، والبالغ انتشارها في الشرق والغرب حدا، لا يمكن عادة احصائها، وقد أحصى في ص 405 " دانشمندان آذربايجان " خصوص ما صدر منها في آذربايجان، بما يقرب من مائة وعشرين جريدة ومجلة، وأحصى رشيد الياسمي في أدبيات معاصر ما صدر منها في خصوص إيران فيما بين خمسة عشر سنة بما يقرب من مائة وستين جريدة، والله أعلم بما صدر منها في إيران من أول طبع الروزنامة الفارسية في سنة 1267 حتى اليوم، وأما الصحف العربية فقد ألف المستشرق (فيليب) كتابه (تاريخ الصحافة العربية) في أربع مجلدات ضخام وألف المؤرخ البحاثة السيد عبد الرزاق البغدادي الحسنى كتابه (تاريخ الصحافة العراقية) وجمع فيها خصوص ما صدر في العراق إلى سنة 1351 وأنهاه إلى نيف وثلاثمائة مع ذكر تفاصيلها، وقد اغنانا ذكر هذه المنابع عن إيراد تلك التفاصيل فليرجع الطالب لها إلى تلك المآخذ، ولا يخفى أن نسبة روزنامچة إلى
(١٠)