(الحاشية) وهي ما يكتب في أطراف الكتب من الزيادات والالحاقات والشروح، من الحشو بمعنى الزائد، أو من الحاشية بمعنى الطرف من باب تسمية الحال باسم المحل. وقد ذكرنا في (ج 4 222) أن لا فرق بين التعليقة والحاشية غير ما تداول في الألسن من أن التعليقة تختص بالعلوم العقلية والحاشية لغيرها كأنهم ما أحبوا تسمية تعليقاتهم الفلسفية بالحاشية لما يتراءى منها من معنى الحشو، ولكنا جمعنا كلها تحت عنوان الحاشية تسهيلا لاستخراجها للمراجعين.
ويرجع تاريخ تعليق الحواشي على الكتب في الاسلام إلى عهد انتشار الكتب نفسها، فان من قرأ شيئا من العلوم وكان عارفا بالكتابة لم يفته هذا النوع من التصنيف لان ابداء الرأي طبيعي لكل فرد يمكنه ذلك لقد كانت كتابة الحواشي قبل القرن العاشر منحصرة لكشف بعض الغوامض من المسائل، وشرح بعض العبارات المعقدة، وتمتاز عن الحواشي بعد هذا التاريخ بكونها أوضح من المتون التي علقت عليها للتوضيح. وأما في العهد الصفوي القاجاري فنرى الحواشي قد ازدادت عددا وزادت عباراتها اغلاقا وتعقيدا بحيث لا تقل في ذلك عن المتن الذي علقت عليه، وكلما نتقدم في هذا العصر نرى هذا الأثر تشتد وتتضح أكثر من ذي قبل والحواشي في ذلك التاريخ على ثلاثة اقسام:
1 الحواشي على الكتب الأدبية ولا سيما المتداولة تدريسها، فقد كثرت الحواشي عليها للتشريح والتنقيح والبسط والتعليلات الزائدة واستدراك نكات تركها المصنف اختصارا. ولا تتجاوز هذه إلى الانتقاد الا قليلا.
2 الحواشي على الكتب الدينية، وهي اما مسائل أصلية أو فرعية (اما الأول) فان الحواشي عليها انما كانت توضيحية لمراد الماتن واستدلالات عقلية أو نقلية له.