ثم هذا باب كذا إلى آخر الكتاب ليس فيه ترتيب ولا خطبة ولا خاتمة. روى أنه اخذ كتاب الجامع لعيسى بن عمر الثقفي وبسطه وحشى عليه من كلام الخليل وغيره فصار كتابا كبيرا كما تقدم في الجامع. وفى وفيات ابن خلكان كان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علما عند النحويين فكان يقال بالبصرة قرأ فلان الكتاب فيعلم انه كتاب سيبويه وقرأ نصف الكتاب فلا يشك انه كتاب سيبويه انتهى. ولم يزل أهل العربية يفضلونه حتى قال المبرد لم يعمل كتاب في علم من العلوم مثله ويقال ان الكتب المصنفة في العلوم مضطرة إلى غيرها وكتاب سيبويه لا يحتاج إلى غيره وجميع حكاياته عن الخليل حيثما قال سألته أو اطلق اللفظ أراد الخليل لأنه أستاذه وهو كثير الأبواب جدا. وعليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتناء الأئمة واشتغالهم به. فشرحه أبو سعيد حسن بن عبد الله المعروف بالسيرافي المتوفى سنة 368 ثمان وستين وثلثمائة شرحا أعجب المعاصرين له حتى حسده أبو علي حسن بن أحمد الفارسي لظهور مزاياه على تعليقته التي علقها عليه وتوفى سنة 377 سبع وسبعين وثلثمائة. وشرحه ولد السيرافي يوسف أيضا وتوفى سنة 385 خمس وثمانين وثلثمائة.
وشرح أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس النحوي شواهده وتوفى سنة 338 ثمان وثلاثين وثلثمائة. وشرح أبو العباس محمد ابن يزيد المعروف بالمبرد النحوي شواهده أيضا (وتوفى سنة 285 خمس وثمانين ومائتين) وله رد على سيبويه. وشرحه احمد ابن ابان اللغوي الأندلسي المتوفى سنة 382. وشرح نكته إبراهيم ابن سفيان الزيادي المتوفى سنة 249 تسع وأربعين ومائتين.
وشرحه علي بن سليمان المعروف بالأخفش؟؟ الأصغر المتوفى سنة 315 خمس عشرة وثلثمائة. وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي المتوفى سنة 384 أربع وثمانين وثلثمائة. وابن السراج (أبو بكر) محمد بن السرى (البغدادي) النحوي المتوفى سنة 316 ست عشرة وثلثمائة. وأبو عمرو عثمان بن عمر المالكي المعروف بابن الحاجب النحوي (المتوفى 646 ست وأربعين وستمائة). والعلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري شواهده توفى سنة 538 ثمان وثلاثين وخمسمائة. وشرحه أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحضرمي (الإشبيلي) المعروف بابن خروف النحوي وسماه تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب وهو شرح (ممزوج) بالقول وتوفى سنة 609 تسع وستمائة. وشرح محمد بن علي الشلوبين الصغير أبياته (شرحا مفيدا) وتوفى في حدود سنة 660 ستين وستمائة. وعلق عليه أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطي المتوفى