كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ٢ - الصفحة ١٠٩٣
لاغنى لمن يزاول [1] هذا العلم من احكام ستة عشر كتابا لجالينوس كان أهل الإسكندرية لخصوها لنقبائها المتعلمين ولما قصرت الهمم بالمتأخرين عن ذلك أيضا وظف أهل المعرفة على من يقنع من الطب بأن يتعاطاه دون ان يتمهر فيه ان يحكم ثلاث كتب من أصوله أحدها مسائل حنين والثاني كتاب الفصول لبقراط والثالث أحد الكناشتين الجامعتين للعلاج وكان خيرها كناش ابن سرافيون. وأول من شاع عنه الطب اسقلنبيوس عاش عالما معلما من عمره أربعين سنة وخلف ابنين ماهرين في الطب وعهد إليهما ان لا يعلما الطب الا لأولادهما ولأهل بيته وعهد إلى من يأتي بعده كذلك. وقال ثابت كان في جميع المعمور لاسقلنبيوس اثنا عشر الف تلميذ وانه كان يعلم الطب مشافهة وكان آله اسقلنبيوس يتوارثون صناعة الطب إلى أن تضعضع الامر في الصناعة على بقراط ورأى أن أهل بيته وشيعته قد قلوا ولم يأمن ان تنقرض الصناعة فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الايجاز. قال علي بن رضوان كانت صناعة الطب قبل بقراط (كنزا) وذخيرة يكنزها الآباء (ويدخرونها) للأبناء وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى اسقلنبيوس. وهذا الاسم اما اسم ملك بعثه الله سبحانه وتعالى يعلم الناس الطب أو اسم قوة لله تعالى علمت الناس والطب. وكيف كان أول من علم صناعة الطب ونسب المتعلم (المعلم الأول) إليه على العادة (على عادة القدماء) في تسمية المعلم أبا (للمتعلم وتناسل من المعلم الأول أهل هذا البيت المنسوبون إلى اسقلنبيوس) وكان ملوك اليونان والعظماء منهم لم يكونوا يمكنون غيرهم من تعليم الطب وكان تعليمهم إلى أبنائهم بالمخاطبة بلا تدوين وما احتاجوا إلى تدوينه دونوه بلغز حتى لا يفهمه أحد سواهم فيفسر ذلك اللغز الأب للابن. وكان الطب في الملوك والزهاد فقط يقصدون به الاحسان إلى الناس من غير اجرة ولم يزل ذلك إلى أن نشأ بقراط من أهل قوة وذمقراط من أهل اندرا وكانا متعاصرين اما ذمقراط فتزهد واما بقراط فعمد إلى أن دونه باغماض في الكتب خوفا على ضياعه وكان له ولدان ثاسبسالس ودرافن وتلميذ وهو فولونس فعلمهم ووضع عهدا وناموسا ووصية عرف فيها جميع ما يحتاج إليه الطبيب في نفسه.
الكتب المؤلفة فيه اقرباذين. أسامي الأدوية. الارشاد. أرجوزة ابن

. غلط C 8 127 4 بزوال: F [1]
(١٠٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1088 1089 1090 1091 1092 1093 1094 1095 1096 1097 1098 ... » »»