كان والدي يتأسف على ضياعها ويقول لو بقى ذلك الكتاب لصار من العجب العجاب لان المولى كان يقول لو علق السلطان هذا الكتاب عند تبييضه على باب قسطنطينية كما علق تيمور الشرح المطول على باب قلعة هراة لكان له وجه وحكى أيضا عنه أنه قال كنا من طلبة المولى على العربي ونقرأ عليه في الصحن كتاب التلويح وكان يعترض على كل سطرين باعتراضات قوية عجزت عن حلها أولئك الطلاب مع أنهم فضلاء ثم وصلنا إلى خدمة الفاضل خواجة زاده ووقع الدرس اتفاقا من البحث الذي قرأناه عليه وكنا نقرر الأسئلة فيدفعها بأحسن الأجوبة ثم يقول لا تلتفتوا إلى أمثال تلك الأوهام فإنها تضل الافهام فلعل تلك التحقيقات مذكورة في الحواشي. ومن التعليقات على التلويح تعليقة المولى شمس الدين أحمد بن محمود المعروف بقاضي زاده المفتى المتوفى سنة 988 ثمان وثمانين وتسعمائة. وتعليقة المولى هداية الله العلائي المتوفى سنة 1039 تسع وثلاثين والف. وتعليقة على حاشية المولى حسن چلبي لمصطفى بن محمد الشهير بمعمار زاده المتوفى سنة 968 ثمان وستين وتسعمائة (698). وتعليقة على مباحث قصر العام من التلويح للمولى الفاضل أبى السعود بن محمد العمادي المتوفى سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة سماها غمزات المليح أولها الحمد لله تعالى منه المبدأ واليه المنتهى الخ.
ثم لما انتهى الكلام في متعلقات التلويح بقى ما صنفوا في المقدمات الأربع من التوضيح وهى مقدمات مشهورة غامضة في أواسط الكتاب اوردها من عنده لبيان ضعف ما ذهب إليه الأشعري من أن الحسن والقبح لا يثبتان الا بالامر والنهى فالحسن ما أمر به والقبيح ما نهى عنه ثم ساق دليله وقال وضعفه ظاهر ثم قال واعلم أن كثيرا من العلماء اعتقدوا هذا الدليل يقينيا والبعض الذي لا يعتقدونه يقينيا لم يوردوا على مقدماته منعا يمكن ان يقال إنه شئ وقد خفى على كلا الفريقين مواقع الغلط فيه وانا أسمعك ما سنح لخاطري وهذا مبنى على أربع مقدمات انتهى. وعلى هذه المقدمات تعليقات منها تعليقة المولى علاء الدين على العربي (الحلبي) (المتوفى سنة 901 إحدى وتسعمائة) وهو أول من علق عليها له تعليقتان كبرى وصغرى لخص الثانية من الأولى أولها إياك نحمد يا من خلق الانسان الخ. وتعليقة العلامة السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني المتوفى سنة 816 ست عشرة وثمانمائة. وتعليقة المولى محيي الدين محمد بن إبراهيم ابن الخطيب المتوفى سنة 901 إحدى وتسعمائة له تعليقتان أيضا كبرى وصغرى وتعليقة المولى محمد بن الحاج