كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ١٤٩
الزامات على الصحيحين - للامام أبى الحسن على ابن عمر الدارقطني المتوفى سنة خمس وثمانين وثلثمائة جمع فيه ما وجده على شرط البخاري ومسلم من الأحاديث الصحاح وليس بمذكور في كتابيهما الألطاف الخفية في اشراف الحنفية - لمجد الدين أبى طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة.
علم الألغاز [1] وهو علم يتعرف منه دلالة الألفاظ على المراد دلالة خفية في الغاية لكن لا بحيث تنبو عنها الأذهان السليمة بل تستحسنها وتنشرح إليها بشرط أن يكون المراد من الألفاظ الذوات الموجودة في الخارج وبهذا يفترق من المعمى لان المراد من الألفاظ اسم شئ من الانسان وغيره وهو من فروع علم البيان لان المعتبر فيه وضوح الدلالة كما سيأتي والغرض فيهما الاخفاء وستر المراد ولما كان إرادة الاخفاء على وجه الندرة عند امتحان الأذهان لم يلتفت إليهما البلغاء حتى لم يعدوهما أيضا من الصنائع البديعية التي يبحث فيها عن الحسن العرضي. ثم هذا المدلول الخفى ان لم يكن الفاظا وحروفا بلا قصد دلالتهما على معان اخر بل ذوات موجودة يسمى اللغز وإن كان الفاظا وحروفا دالة على معان مقصودة يسمى معمى وبهذا يعلم أن اللفظ الواحد يمكن أن يكون معمى ولغزا باعتبارين لان المدلول إذا كان الفاظا فان قصد بها معان اخر يكون معمى وان قصد ذوات الحروف على انها من الذوات يكون لغزا وأكثر مبادى هذين العلمين مأخوذ من تتبع كلام الملغزين وأصحاب المعمى وبعضها أمور تخييلية تعتبرها الأذواق ومسائلها راجعة إلى المناسبات الذوقية بين الدال والمدلول الخفى على وجه يقبلها الذهن السليم ومنفعتهما تقويم الأذهان وتشحيذها. ومن أمثلة الألغاز قول القائل في القلم:
شعر وما غلام راكع ساجد * أخو نحول دمعه جارى ملازم الخمس لأوقاتها * منقطع في خدمة الباري

[1] قال في الصحاح الغز في كلامه إذا عمى مراده والاسم اللغز والجمع الغاز مثل رطب وارطاب (منه).
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»