لسان الميزان - ابن حجر - ج ٦ - الصفحة ٢٦٧
فسمعوا منه الكثير وصنف تعليقة في الخلاف بين الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله قال ابن مسدي أنكروا عليه روايته عن مسعود الثقفي وقالوا هذا يروى عن الخطيب وكان السبب في إنكارهم لذلك ان أبا الربيع بن سالم كان كتب إلى أبي الحسن بن الفضل المقدسي محدث مصر ان يأخذ له اجازة من يروى عن واحد عن الخطيب وكان ذلك قبل الست مائة فأعاد له أبو الحسن بن الفضل الجواب فقال ليس ببلادنا من يروى عن واحد عن الخطيب * قلت * وبالغ ابن مسدي في الحط على ابن الفضل بسبب ذلك ونسبه إلى الحسد وجوز بعض الحفاظ ان يكون ابن الفضل ما تفطن لذلك وفيه بعد فان الكندي كان إذ ذاك بدمشق وقد حدث بتاريخ الخطيب مرارا بسماعه من بعض أصحابه * قال ابن مسدي فلما وصل كتابه إلى ابن الربيع بن سالم بالغ في الانكار على هذا الذي زعم أنه سمع من مسعود بن الحسن الذي له اجازة من الخطيب قال ابن مسدي فلما كان بعد ذلك أخرجت له خط تاج الديني الكندي بسماعه من ابن منصور القزاز بسماعه من الخطيب فقال هذا أو هي من الأول كيف يكتب أبو الحسن بانقراض هذا الاسناد قبل الست مائة ويقبل ما يأتي بعد الست مائة وأقول يحتمل ان يكون ابن الفضل أراد بقوله ببلادنا الديار المصرية على ظاهر اللفظ وهو صادق في ذلك ولعل عذره عن طلب ذلك لهم من دمشق اعجال قاصدهم فأجاب بذلك ولعل كان من قصده ان يحصل لهم ذلك من البلاد الشامية أو العراقية ولابن مسدي بادرة صعبة فلا يلتفت إليه معها وقد دلت هذه الحكاية على عظم قدر أبي الحسن بن الفضل في صدر أبي الربيع بن سالم نعم وعلى قلة تمهر ابن سالم في هذا الشأن فقد كان بأصبهان في الوقت الذي أنكر فيه ما أنكر وهو على رأس الست مائة من يروى عن
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»