لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٣٩٢
قال خرج ابن منادر يوما بعد صلاة التراويح وخرج عبد المجيد خلفه فلم يزل يحدثه إلى الصبح وهما قائمان فإذا انصرف عبد المجيد شيعه ابن منادر إلى منزله لا يطيب أحدهما نفسا بفراق صاحبه وإذ مرض عبد المجيد كان ابن منادر يتولى امره بنفسه فيقال انه أسخن له ماءا حارا فشربه فجعل يئن بصوت ضعيف فوضع ابن مبادر يده في ذلك الماء الحار وجعل يتأوه عبد المجيد فما خرجت يده من الماء حتى كادت ان تحترق ثم عوفي عبد المجيد بعد ذلك إلى أن تردى من سطح فمات فجزع عليه ابن منادر ورثاه بقصيدة طنانة وكان الناس يعجبون بها ويستحسنونها وقال نصر بن علي الجهضمي حدثني محمد بن عباد المهلبي قال شهد بكر بن بكار عند عبيد الله بن الحسن العنبري بشهادة فتبسم ثم قال له يا بكر مالك ولابن منادر حيث يقول * أعوذ بالله من النار * ومنك يا بكر بن بكار فقال أصلحك الله ذاك رجل صاغر خليع لا يبالي ما قال قال صدقت وقبل شهادته قال ولقى العنبري ابن منادر فحلف له ابن منادر وأغلظ ان كل من يعرف بكر بن بكار يقول فيه كقوله فيه فاستعظم ذلك القاضي واغتم قال فلقيت ابن منادر فسألته عن ذلك فقال نعم كل من يعرفه يقول أعوذ بالله من النار حسب وقال سليمان ابن أبي الشيخ حدثني عوام الكوفي سمعت ابن عيينة يقول كلاما مستحسنا فسأله ابن منادر ان يمله عليه فتبسم وقال انما سمعته منك فاستحسنته فحفظته فقال له وعلى ذلك أحب ان تمله علي فإني ان رويته عنك كان أنفق له من أن انسبه إلى نفسي قال ولما مات ابن عيينة رثاه ابن منادر بقوله راحوا بسفيان على ثقة * والعلم مكسوس بأكفافه وقال أبو معاوية الغلابي عن أبي عيينة كلمني ابن منادر ان أكلم له يحيى بن
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»