لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٣٩١
عدى يقال انه يكنى أبا درع ثم أسند من طريق الصلت بن مسعود الجحدري قال كنت مع ابن عيينة على الصفا ومعنا ابن منادر فقال ابن منادر ما أظرف مقرئكم قال كأنك تريد أبا نواس ما استظرفت من شعره * يا قمرا أبصرت في مأتم * يندب شجوا بين أتراب يبكى فيذرى الدر من نرجس * ويلطم الورد بعناب قال ابن عدي وليس ابن منادر من أصحاب الحديث وكان الغالب عليه المجون واللهو قال أبو الفرج الأصبهاني المبرد كان شاعرا فصيحا متقدما في العلم باللغة قد اخذ عنه أكثر الفقهاء وكان في أول امره يتأله * ثم عدل عن ذلك وتهتك وخلع حتى نفى عن البصرة إلى الحجاز فمات هناك * قال المبرد وكان ابن منادر يقول الشعر كما أريد حتى لو شئت ان لا أتكلم الا بالشعر لفعلت وكان سبب تهتكه انه أحب عبد المجيد بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وأفرط في ذلك فلما مات عبد المجيد رثاه ثم تحول إلى مكة وكان يجالس سفيان بن عيينة فكان ابن عيينة يسأله عن معاني الحديث فيخبره بها ويقول له سفيان كلام العرب آخذ بعضه بركاب بعض قال وكان إذا قيل له ابن منادر بفتح الميم يغضب ويقول انما منادر كورة من كور الأهواز واسم أبي منادر بالضم على وزن مفاعل * قال المبرد لما عدل ابن منادر عن النسك وتهتك لامه المعتزلة ووعظوه فلم يتعظ وتوعدوه بالمكروه فلم ينزجر ومنعوه من دخول المسجد فباينهم وهجاهم وكان يأخذ المداد بالليل فيطرحه في مطاهرهم فإذا توضأوا به اسودت وجوههم وقال أبو عثمان المازني انه لما خرج إلى مكة وأقام بها نسك وكان قوم يقولون عنه انه جاوره وكان عبد المجيد يود ابن منادر وكان أبوه لا ينكر عشرته به لأنه لم يكن بلغه عنه ريبة بل كان جميل الامر عفيفا * وقال ابن عمر بن شبة حدثني أبي
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»