لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٣٤٥
المروات لا يعتبون على غلمانهم هذا فقلت في نفسي انا اشتريت الأصمعي ولم أدبر * قال وأردت ان أتزوج امرأة سرا من بنت عمى فاستكتمته فدفعت إليه دينار الشراء حوائج وسمك هازبي (1) فاشترى غيره فغاظني فقال رأيت بقراط يذم الهازبي فقلت يا ابن الفاعلة لم اعلم اني اشتريت جالينوس فضربته عشرة مقارع فأخذني وضربني سبعا وقال يا مولاي الأدب ثلاث وضربتك سبعا قصاصا فضربته فرميته فشججته فذهب إلى ابنة عمي وقال الدين النصيحة ومن غشنا فليس منا ان مولاي قد تزوج واستكتمني فقلت لا بد من تعريف مولاتي الخبر فشجني وضربني فمنعتني بنت عمي من دخولي الدار وحالت بيني وبين ما فيها وما زالت كذلك حتى طلقت المرأة وسمته بنت عمي الغلام الناصح فلم يمكن ان أكلمه فقلت أعتق هذا واستريح فلما أعتقته لزمني وقال الآن وجب حقك علي * ثم انه أراد الحج فزودته فغاب عشرين يوما ورجع وقال قطع الطريق ورأيت حقك أوجب * ثم أراد الغزو فجهزته فلما غاب بعت مالي بالبصرة وخرجت عنها خوفا من أن يرجع انتهى * واسم جده خلاد بن ياسر ابن سليمان واصله من اليمامة وهو من بنى حنيفة ورئيسهم * قال وكان من اللسن وسرعة الجواب والدعابة على ما لم يكن عليه أحد من نظرائه * وله اخبار حسان واشعار وهو الذي دخل على المتوكل في قصره فقال كيف تقول في دارنا هذه فقال إن الناس بنوا دورهم في الدنيا وأنت بنيت الدنيا في دارك قال وكان انحدر من بغداد إلى البصرة في زورق فيه ثمانون انسانا فغرق الزورق فلم يتخلص أحد ممن كان فيه غير أبى العيناء تعلق بطرف الزورق فاخرج حيا فلما دخل البصرة مات * وجزم المسعودي في المروج بأنه مات في هذه السنة في جمادى الآخرة * قال الخطيب روى عن الأصمعي وأبى عبيدة وابن

(1) الهازبي نوع من السمك 12 قاموس
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»