لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٣١٢
الخلوات والجوع فسادا وخيالا وطرف جنون وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقا وزندقة وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين وعدها طائفة من متشابه القول وان ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان وانه صحيح في نفسه كبير القدر وآخرون يقولون قد قال هذا الباطل والضلال فمن الذي قال إنه مات عليه فالظاهر عندهم من حاله ان رجع وتاب إلى الله فإنه كان عالما بالآثار والسنن قوى المشاركة في العلوم وقولي انا فيه انه يجوز ان يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت وختم لهم بالحسنى فاما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم وكذلك من أمعن ال‍؟ ظر في فصوص الحكم وانعم التأمل لاح له العجب فان الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه فهو يعلم بأنه أحد رجلين اما من الاتحادية في الباطن واما من المؤمنين بالله الذين يعدون ان هذه النحلة من أكفر الفكر نسأل الله العافية وان يكتب الايقان في قلوبنا وان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فوالله لان يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلى بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة انتهى * وأول كلامه لا يتحصل منه شئ تفرد به وينظر في قوله أمعن النظر وانعم التأمل الفرق بينهما وقد اعتد بالمحيي ابن عربي أهل عصره فذاكره ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وابن نفطة في تكملة الاكمال وابن العديم في تاريخ حلب والذكي المنذري في الوفيات وما رأيت في كلامهم تعديا على الطعن كأنهم ما عرفوها أو ما اشتهر
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»