لسان الميزان - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٣٥٥
(عمرو) بن بحر الجاحظ صاحب التصانيف * روى عنه أبو بكر بن أبي داود (1042) فيما قيل * قال ثعلب ليس بثقة ولا مأمون * قلت * وكان من أئمة البدع انتهى * قال الجاحظ في كتاب البيان لما قرأ المأمون كتبي في الإمامة فوجدها على ما أخبروا به وصرت إليه وقد أمر البربري بالنظر فيها ليخبره عنها قال لي قد كان بعض من يرتضى عقله ويصدق خبره خبرنا عن هذه الكتب باحكام الصنعة وكثرة الفائدة فقلنا قد تربى الصفة على العيان فلما رأيتها رأيت العيان قد أربى على الصفة فلما وليتها أربى الغلى على العيان وهذا كتاب لا يحتاج إلى حضور صاحبه ولا يفتقر إلى المحتجين وقد جمع استقصاء المعاني واستيفاء جميع الحقوق مع اللفظ الجزل والمخرج السهل فهو سوقي ملوكي وعامي خاصي * قلت * وهذه والله صفة كتب الجاحظ كلها فسبحان من أضله على علم * قال المسعودي توفي سنة خمس وخمسين وقيل سنة ست وخمسين مات الجاحظ بالبصرة ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتبا منه * وحكى يموت ابن المزرع عن الجاحظ وقال حاله انه دخل إليه ناس وهو عليل فسألوه عن حاله فقال * عليل من مكانين * من الافلاس والدين ثم قال انا في علل متناقضة يتخوف من بعضها التلف وأعظمها على نيف وتسعون يعنى عمره * وقال أبو العيناء قال الجاحظ كان الأصمعي منانيا فقال له العباس بن رستم لا والله ما كان منانيا ولكن تذكر حين جلست إليه نسأله فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة عن يده ويقول نعم قناع القدري فعلمت انه يعينك فقمت وتركته * وروى الجاحظ عن حجاج الأعور وأبى يوسف القاضي وخلق كثير ورايته عنهم في أثناء كتابه في الحيوان * وحكى ابن خزيمة انه دخل عليه هو وإبراهيم وذكر قصة * وحكى الخطيب بسند له انه كان لا يصلى * وقال
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»