لسان الميزان - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ١٥٧
اجتمعت به في حلب فقال لي لابد ان أملك الأرض فقلت من أين لك هذا قال رأيت في النوم اني شربت البحر فقلت لعله يكون العلم فرأيته لا يرجع عما وقع في نفسه وهو كثير العلم قليل العقل انتهى * وسمى ابن أبي أصيبعة جده أميرك وسماه هو عمر وقال كان أوحدا في العلوم الحكمية جامعا للفنون الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية مفرط الذكاء فصيح العبارة لم يناظر أحدا الا أربى عليه * ونقل عن فخر الدين المارديني انه كان يقول اني أخشى على هذا الشاب يتلفه ذكاؤه وقال أيضا صفر الحلبي قدم إلى حلب في سنة سبع وسبعين ونزل في المدرسة الحلاوية وحضر مجلس الافتخار الحلبي وهو مدرسها يبحث وعليه ثياب خلق ومعه إبريق وعكاز فلما انصرف أرسل له الافتخار بدلة قماش مع ولده فقال ضع هذا واقض لي حاجة واخرج فص بلخش قدر البيضة فقال لي (له ط) بع هذا فاخذ منه عريف السوق وعرضه على الطاهر بن صلاح الدين فدفع فيه ثلاثين ألف دينار فشاور الشهاب فغضب واخذ الفص فوضعه على حجر وكسره بآخر حتى تفتت * وقال خذ هذه الثياب وقل لوالدك لو أردت الملبوس ما عجزت عنه فذكر ذلك لأبيه فنزل السلطان إلى المدرسة وكان سأل العريف عن الفص فقال هو لابن الافتخار فكلم السلطان الافتخار وسأله عن الفص وقص عليه قصته فقال إن صدق حديثي فهذا هو الشهاب السهروردي فطلبه واخذه معه إلى القلعة فاغتبط به وبحث مع الفقهاء فأربى عليهم ثم استطال على أهل حلب جملة فآل امره إلى أن أفتوا بقتله * ونقل ابن أبي أصيبعة انه كان لا يلتفت إلى شئ من أمور الدنيا وانه كان أولا في أبناء فارس وعليه جبة قصيرة تدفا وعلى رأسه فوطة وفي رجليه زربولي كأنه فلاح * وقال ابن أبي أصيبعة لما بهر فضله حسن موقعه عند الطاهر فدس عليه أعداؤه إلى السلطان صلاح الدين فخوفوه
(١٥٧)
مفاتيح البحث: التصديق (1)، القتل (1)، النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»