لسان الميزان - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ١٦١
ذلك إلى الملوك حتى ولاني عبد العزيز بن يوسف خزانة كتبه فأصبت فيها خطوط العلماء وأصولهم التي استأثروا بها لأنفسهم دون الناس إذ لابد لكل عالم من أثيرة ومجموعة لخاصته غير ما يدعيها للطلبة عنده وجدت في هذا الكتاب عن أبي بكر بن إبراهيم بن شاذان وأبي بكر بن مالك القطيعي وأبي عمر بن محمد الأزرق والحسين بن المنذر الأصبهاني قاضي حصن مهدي وأبي الفتح المراغي وأبي جعفر محمد بن عيسى الترجماني المقري بالكرخ وغيرهم * ومن مناكير ما أتى به فيه من الحكايات انه قال كابرني في الحفظ ذات يوم بحضرة فناخسروا بي شجاع يعني عضد الدولة رجل يعرف بقرموطه وكان حفظه للغة وكان بين يديه في النوبة فرس كان يسميه السماك فقلت احفظنا للغة من قام إلى هذا الفرس فجعل إصبعه على كل عضو منه ومفصل سماه من أسفله إلى أعلاه وسمته ذلك فجبن عنه فأمرني أبو شجاع بذلك ففعلت فازددت عنده حظوة * قلت * وهذه الحكاية مشهورة للأصمعي مع أبي عبيدة وحكى فيه عن أبي سعيد عن الأخفش عن ثعلب عن أبي الاعرابي قال كان يغشى مجلسي أبو محلم يقعد حجرة من المسجد لا يتكلم وينصرف آخر النهار فلما طال ذلك قلت له ما أراك يا فتى تخطي في مجلسنا هذا بشئ ذلك تغشانا أشهرا قال يا أبا عبد الله ما يغيب عن حفظي مما يجري شئ قلت أعد علي منه شيئا قال فاخذ يعيد علي أوائل المجالس من أول حضوره إلى حيث انتهى به اليوم وكثر عجبي من ذلك فقلت روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال يولد في رأس كل أربعين سنة من يحفظ كل شئ سمعه * واراك ذاك قال انا ذاك * قلت * وهذا الحديث لا أصل له وانما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل من كلام الزهري ولم يصح أيضا عن الزهري فإنه ذكره في ترجمة الوليد ابن عبيد الله فقال روى عثمان بن رجاء عن محمد بن بشير بن مروان الكندي عن
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»