تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٠
فقال ما وجدت علم مقاتل بن سليمان في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور وروي عن الشافعي من وجوه الناس عيال على مقاتل في التفسير وقال نعيم ابن حماد رأيت عند ابن عيينة كتابا لمقاتل فقلت يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير قال لا ولكن أستدل به وأستعين وقال ابن المبارك لما نظر إلى شئ من تفسيره يا له من علم لو كان له اسناد وقال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول لحماد بن عمر وكيف رأيت الرجل يعنيه فقال إن كان ما يجئ به علما فما أعلمه.
وقال سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك إرم به وما أحسن تفسيره لو كان ثقة وقال مكي بن إبراهيم عن يحيى بن شبل قال لي عباد بن كثير ما يمنعك من مقاتل قلت إن أهل بلادنا كرهوه فقال لا تكرهه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله تعالى منه وقال القاسم بن أحمد الصفار قلت لإبراهيم الحربي ما بال الناس يطعنون على مقاتل قال حسدا منهم له وقال علي بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك يقول سمعت مقاتل بن سليمان يقول الأم أحق بالصلة والأب أحق بالطاعة لم يرو ابن المبارك عن مقاتل إلا هذين الحرفين وقال العباس بن مصعب المروزي مقاتل بن سليمان أصله من بلخ قدم مرو فتزوج بأم أبي عصمة نوح بن أبي مريم وكان حافظا للتفسير لا يضبط الاسناد وكان يقص في الجامع فوقعت العصبية بينه وبين جهم فوضع كل واحد منهما كتابا علي الآخر ينقص عليه.
وقال خالد بن صبح قيل لحماد بن أبي حنيفة أن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي قال كيف يكون هذا وهو أعلم من الكلبي ويروي أن مقاتل بن سليمان الف تفسيره في عهد الضحاك بن مزاحم وقال عبد الرزاق سمعت ابن عيينة يقول قلت لمقاتل تحدث عن الضحاك وزعموا أنك لم تسمع منه قال يغلق علي وعليه (1) الباب. قال ابن عيينة فقلت في نفسي نعم باب المدينة وجاء هذا من ابن عيينة من وجوه وقال أبو خالد الأحمر عن جويبر لقد مات الضحاك وأن مقاتلا له قرطان (2) وهو في الكتاب.
.

(1) وفي تهذيب الكمال قال سبحان الله لقد كنت آتيه مع أبي ولقد كان يغلق علي وعليه باب واحد اه‍ المصحح.
(2) أي حلقتان تجعل في آذان الأولاد الصغار والكتاب كرمان هاهنا بمعنى المكتب اه‍ المصحح
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»