النسائي ليس بالقوي وقال العجلي مدني ثقة وقال ابن يونس قدم الإسكندرية سنة (199) وروى عن جماعة من أهل مصر أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت وقال ابن عيينة سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث وفي رواية عن شعبة فقيل له لم قال لحفظه وفي رواية عنه لو سود أحد في الحديث لسود محمد بن إسحاق.
وقال ابن سعد كان ثقة ومن الناس من يتكلم فيه وكان خرج من المدينة قديما فأتى الكوفة والجزيرة والري وبغداد فأقام بها حتى مات بها سنة (51) وقال في موضع آخر ورواته من أهل البلدان أكثر من رواته من أهل المدينة لم يرو عنه منهم غير إبراهيم بن سعد وقال ابن عدي ولمحمد بن إسحاق حديث كثير وقد روى عنه أئمة الناس ولو لم يكن له من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شئ إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق إليها وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه وقد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أو يهم في الشئ بعد الشئ كما يخطئ غيره وهو لا بأس به.
قال عمرو بن علي مات سنة خمسين وقال الهيثم بن عدي مات سنة إحدى وقال ابن معين وابن المديني مات سنة اثنتين وقال خليفة بن خياط مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة. روى له مسلم في المتابعات وعلق له البخاري. قلت: وذكره النسائي في الطبقة الخامسة من أصحاب الزهري.
وقال ابن المديني ثقة لم يضعه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب وكذبه سليمان التيمي ويحيى القطان ووهيب بن خالد فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عروة ومالكا وأما سليمان التيمي فلم يتبين لي لاي شئ تكلم فيه والظاهر أنه لامر غير الحديث لان سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل قال ابن حبان في الثقات تكلم فيه رجلان هشام ومالك فأما قول هشام فليس مما يجرح به الانسان وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها وكذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة والستر بينهما مسبل وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عادله إلى ما يحب ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا