تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٦ - الصفحة ٢٨١
معين في الموسم فذكرت له فقال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه وروى عن عبد الرزاق أنه قال حججت فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فتعلقت بالكعبة وقلت يا رب ما لي أكذاب أنا أمدلس أنا فرجعت إلى البيت فجاؤوني وقال العجلي ثقة يتشيع وكذا قال البزار وقال الذهلي كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ وقال إبراهيم بن عباد الدبري كان عبد الرزاق يحفظ نحوا من سبع عشرة الف حديث.
وقال العباس العنبري لما قدم من صنعاء لقد تجشمت إلى عبد الرزاق وانه لكذاب والواقدي أصدق منه قرأت بخط الذهبي عقب هذه الحكاية هذا شئ ما وافق العباس عليه مسلم. قلت: وهذا إقدام على الانكار بغير تثبت فقد ذكر الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث وعن زيد قال لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من هاهنا إلا وهو مجمع أن لا يحدث عنه انتهى وهذا وإن كان مردودا على قائله فغرض من ذكره الإشارة إلى أن للعباس بن عبد العظيم موافقا ومما أنكر على عبد الرزاق روايته عن الثوري عن عاصم ابن عبيد الله عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا فقال أجديد هذا أم غسيل الحديث قال الطبراني في الدعاء رواه ثلاثة من الحفاظ عن عبد الرزاق وهو مما وهم فيه عن الثوري والصواب عن عمر عن الزهري عن سالم انتهى وقد قال النسائي ليس هذا من حديث الزهري.
(من اسمه عبد السلام) 612 - ق (ابن ماجة) عبد السلام بن أبي الجنوب (1) المدني.
روى عن الحسن البصري والزهري وعمرو بن عبيد. وعنه ابن إسحاق وأبو معشر والدراوردي وأبو حمزة وعيسى بن يونس ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان. قال ابن المديني منكر الحديث وقال أبو زرعة ضعيف وقال أبو حاتم شيخ متروك. قلت: وقال ابن أبي

(1) (أبو الجنوب) بفتح الجيم وتخفيف النون المضمومة وآخره موحدة اه‍.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»