تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٦ - الصفحة ٢٨٠
سمعت يحيى بن معين وقيل له قال أحمد ان عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال كان عبد الرزاق والله الذي لا إله إلا هو أغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق اضعاف ما سمعت من عبيد الله.
وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي هل كان عبد الرزاق يتشيع ويفرط في التشيع فقال أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا وقال عبد الله بن أحمد سمعت سلمة بن شبيب يقول سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط ان أفضل عليا على أبي بكر وعمر رحم الله أبا بكر وعمر وعثمان من لم يحبهم فما هو مؤمن وقال أوثق أعمالي حبي إياهم.
وقال أبو الأزهر سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما ما فضلتهما كفى بي ازدراء أن أحب عليا ثم أخالف قوله وقال ابن عدي ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه إلا أنهم نسبوه إلى التشيع وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم وأما في باب الصدق فأرجو انه لا بأس به.
قال أحمد وغيره مولده سنه ست وعشرين ومائة وقال البخاري وغير واحد مات سنة إحدى عشرة ومائتين. زاد ابن سعد في شوال (1). قلت: قال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتب عنه أحاديث مناكير وقال أبو حاتم يكتب حديثه ويحتج به وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه وعلى تشيع فيه وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر وقال الآجري عن أبي داود الفريابي أحب إلينا منه وعبد الرزاق ثقة وقال أبو داود سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول سمعت عبد الرزاق وسئل أتزعم ان عليا كان على الهدى في حروبه قال لا ها الله إذا يزعم على انها فتنة وأتقلدها له هذا.
قال أبو داود وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية وقال محمد بن إسماعيل الفزاري بلغني ونحن بصنعاء ان أحمد ويحيى تركا حديث عبد الرزاق فدخلنا غم شديد فوافيت ابن

(1) وزاد في الخلاصة عن خمس وثمانين سنة اه‍ شريف الدين.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»