تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٧٥
عمر عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس انه أدرك عبادة بن الصامت وأبا الدرداء وشداد بن أوس وفاته معاذ بن جبل قال أبو زرعة وقد حدثنا محمد بن المبارك ثنا الوليد ابن مسلم عن يزيد بن أبي مريم عن أبي إدريس قال جلست خلف معاذ بن جبل وهو يصلي فلما انصرف من الصلاة قلت إني لأحبك لله الحديث.
قال أبو زرعة وقال هشام عن صدقة عن ابن جابر عن عطاء الخراساني سمعت أبا إدريس نحوه قال وحدثني سليمان عن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبي إدريس. قال أبو زرعة أبو إدريس يروي عن أبي مسلم الخولاني و عبد الرحمن بن غنم وكلاهما يحدثان بهذا الحديث عن معاذ والزهري يحفظ عن أبي إدريس انه لم يسمع من معاذ والحديث حديثهما.
وقال أبو عمر بن عبد البر سماع أبي إدريس من معاذ عندنا صحيح من رواية أبي حازم وغيره فلعل رواية الزهري عنه انه فاتني معاذ بن جبل في معني من المعاني واما لقاؤه وسماعه منه فصحيح غير مدفوع وقد سئل الوليد بن مسلم وكان عالما بأيام اهل الشام هل لقي أبو إدريس معاذ بن جبل قال نعم أدرك معاذ بن جبل وأبا عبيدة وهو ابن عشر سنين ولد يوم حنين سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك. قال ابن معين وغيره مات سنة ثمانين. قلت: إذا كان ولد في غزوة حنين وهي في أواخر سنة ثمان ومات معاذ سنة ثمان عشرة فيكون سنه حين مات معاذ تسع سنين ونصفا أو نحو ذلك فيبعد في العادة ان يجارى معاذا في المسجد هذه المجاراة أو يخاطبه هذه المخاطبة على ما اشتهر من عادتهم انهم لا يطلبون العلم إلا بعد البلوغ والجمع الذي جمع به ابن عبد البر قد سبقه إليه الطحاوي في مشكله وساقه من طرق كثيرا إلى أبي إدريس انه سمع معاذا وعبادة بالقصة المذكورة.
وقال العجلي دمشقي تابعي ثقة وقال أبو حاتم والنسائي وابن سعد ثقة وقال أبو مسهر لم نجد له ذكرا بعد عبد الملك وقال الهيثم بن عدي توفي زمن عبد الملك وذكره الطبري في طبقات الفقهاء في نفر من أهل الشام أهل فقه في الدين وعلم بالاحكام والحلال والحرام وروى مالك عن أبي حازم عن أبي إدريس قال دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا فسألت عنه فقالوا معاذ فلما كان الغد هجرت فوجدته يصلي فلما انصرفت سلمت
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»