الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٩٣
مولده:
كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطئ النيل بمصر القديمة وقال:
شعبان عام ثلاثة من بعد سبع * مائة وسبعين اتفاق المولد وكان المنزل الذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه إلى أن تزوج بأم أولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته " المنكوتمرية " داخل باب القنطرة بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات.
وبينا نجده لا يشير إلى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافا بين مترجميه في تحديدهم لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيئطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني والعشرين من شعبان على أن الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال بسبب كونه متأخرا اخذ عن الذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف ويظهر مما فات ان يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين من شعبان سنة 773 ه‍ اي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنة 1372 م.
نشأته وأسرته نشأ الحافظ ابن حجر يتيما - كما عبد هو عن نفسه - إذ مات أبوه في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة،. ماتت أمه قبل ذلك وهو طفل.
وقال: " تركني ولم أكمل أربع سنين وانا الان أعقله كالذي يتخيل الشئ ولا يتحققه، واحفظ عنه انه قال: كنية ولدي احمد أبو الفضل: ولم يكن من يكفله، وكان والده قد أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الذين كانت بينه وبينهم مودة ويبدو ان عليا كان حفيا بولده احمد، فهو الذي كناه واصطحبه عندما حج وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن حجر ان أباه أحضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئا ما، غير أن المنية اخترمته ولم يسعد بولده الذي صار له فيما بعد شان عظيم.
وأصبح اليتيم في وصاية زكي الدين أبي بكر بن نور الدين على الخروبي، وكان تاجرا كبيرا بمصر، وورث مالا كثيرا وأصبح رئيسا للتجارة، كما أوصى به والده العلامة شمس.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»