إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - علاء الدين مغلطاي - ج ٢ - الصفحة ٣٨
وقال بقية: كان أرطاة من الحكماء، مات سنة ست وخمسين (1) ومائة.
وفي قول المزي: أدرك عبد الله بن بسر، وروى عن أبي الأحوص. نظر، لأن ابن عساكر في (تاريخه) قال: حدث عن عبد الله بن بسر وأبي الأحوص لم يفرق، وليس لقائل أن يقول: لعله اطلع على ذلك من خارج لأمرين:.
الأول: لم أر له فيه سلفا فيما أعلم (2).
الثاني: لو كان عنده لوجب علي أن يبين مستنده وإلا فلا يقبل قول أحد بغير تبيين مستنده، والله أعلم.
ثم إني لا أعلمه نقل ترجمته من غير (كتاب) ابن عساكر، وابن عساكر عنده ما قدمناه فينظر، وأصحاب (المراسيل) لم يتعرضوا إلا لروايته عن عبادة ابن نسي فقط، قال أبو حاتم: لم يسمع منه شيئا.
وقال الحاكم أبو أحمد: أبنا أحمد بن عمير ثنا سليمان بن عبد الحميد أبنا أبو اليمان أبنا أرطاة بن المنذر، وكان من أعبد الناس وأزهدهم.

(١) وسبق بيان أنه غريب.
(٢) عدم علمك ليس دليلا على الخطأ، وخاصة أنه يفوتك الكثير مما تأخذه على المزي، وهذه من تلك، فقد قال ابن حبان في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) (ص: 178):
وقد قيل إنه سمع عبد الله بن بسر وفيه نظر. آه.
ثم إن الذين ترجموا لأرطأة من الكبار كالبخاري، وأبي حاتم وغيرهما لم يذكروا روايته عن عبد الله بن بسر فضلا عن سماعه، ولو وقع لصاحوا به لأنه أرفع لطبقته ومنزلته.
ثم إنه كان غلاما زمن عمر بن عبد العزيز، وعمر مات - رحمه الله - بعد عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - ببضع سنين.
ومن هنا صح اجتهاد المزي - رحمه الله - وبطل تشغيب المصنف، غفر الله لنا وله.
وبالله التوفيق.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»