ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٤٣١
قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه - فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه [كتب] (1) بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك. قيل له: في هذه الكتب عبرة. فقال:
من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع!
مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الاسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لبه. كيف لو رأى تصانيف أبى حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الاحياء من الموضوعات. كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية!
بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر، كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص، وابن سفيان (2). نسأل الله العفو والمسامحة آمين.
1607 - الحارث بن أفلح، روى عنه مروان بن معاوية قال ابن معين: لم يكن بثقة. وقال محمد بن يحيى الذهلي: حدثنا أبو غسان الكناني (3)، حدثني الحارث بن أفلح، عن داود بن إسماعيل، عن نوح بن بلال، عن سعد بن إسحاق، عن سليط بن سعد، عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى في هذا المسجد - يعنى مسجد قباء - كان له عدل عمرة.
فالصواب (4) نوح بن أبي بلال. وهذا لا يصح. (5 [وروى عن الحارث أيضا، عن الحسين بن الجنيد، ووثقه، وذكره ابن النجار] 5).

(1) ليس في خ.
(2) ه‍: سبعين.
(3) الضبط في التقريب.
(4) ل: والصواب.
(5) ليس في خ. وهو في ل - عن الميزان.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»