سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٤٦
روى عنه ابن النجار، وقال: كان دائم الصلاة والصيام، كثير العبادة سعاء في مصالح الناس، لم تر العيون مثله.
توفي في صفر (1) سنة سبع وثلاثين وست مئة رحمه الله.
32 - صاحب ماردين * الملك المنصور ناصر الدين أرتق ابن الملك أرسلان بن ألبي بن تمرتاش التركماني الأرتقي.
تملك بعد أخيه حسام الدين إيلغازي، وهو حدث، فعمل نيابة مملوكهم زوج والدته مدة، فلما تمكن أرتق قتله في سنة ست مئة، وامتدت أيامه، وكان فيه عدل وحسن سيرة، ويصوم كثيرا، ويدع الخمر في الثلاثة أشهر، قتله غلمانه بمواطأة ابن ابنه ألبي بن غازي بن أرتق، وكان شديد المحبة له، ثم خاف، وأبعد أباه غازيا فحلق رأسه وتمفقر (2) فحبسه والده أرتق، فلما قتلوه أخرجوا غازيا وملكوه، ولقب بالملك السعيد، ثم خاف من ولده ألبي فسجنه.
قتل أرتق في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وكانت دولته ستا وخمسين سنة، وكذلك طول ولده.

(١) ذكر المنذري ان وفاته في ليلة السادس والعشرين من صفر، ثم ذكر بعد ذلك قائلا وقبل كانت وفاته ليلة التاسع عشر (التكملة: ٣ / ٥٢٦).
* مرآة الزمان: ٨ / ٧٣٠، والحوادث الجامعة: ١١٥، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: ١٧٥ (أيا صوفيا ٣٠١٢)، دول الاسلام: ٢ / ١٠٧، العبر: ٥ / ١٤٨ - ١٤٩، الوافي بالوفيات: ٨ / 336، الترجمة 3763، والعسجد المسبوك: 485، والنجوم الزاهرة:
6 / 314، وذكره مرة أخرى في حوادث سنة 637 في ج 6 ص 315، شذرات الذهب: 5 / 180.
(2) يعني: تصوف، من الفقر.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»