سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٧٨
وقد رصد الأعداء لي كل مرصد * فكلهم نحوي تدب عقاربه وآتيك والعضب (1) المهند مصلت * طرير (2) شباه قانيات ذوائبه وأنزل آمالي ببابك راجيا * بواهر جاه يبهر النجم ثاقبه فتقبل مني عبد رق فيغتدي * له الدهر عبدا خاضعا (3) لا يغالبه وتنعم في حقي بما أنت أهله * وتعلي محلي فالسها (4) لا يقاربه وتلبسني من نسج ظلك حلة * تشرف قدر النيرين جلاببه وتركبني نعمى أياديك مركبا * على الفلك الاعلى تسير مراكبه (5) ويأتيك غيري من بلاد قريبة * له الامن فيها صاحب لا يجانبه فيلقى دنوا منك لم ألق مثله * ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه وينظر من لألاء قدسك نظرة * فيرجع والنور الامامي (6) صاحبه ولو كان يعلوني بنفس ورتبة * وصدق ولاء لست فيه أصاقبه لكنت أسلي النفس عما ترومه * وكنت أذود العين عما تراقبه ولكنه مثلي، ولو قلت إنني * أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه وما أنا ممن يملا المال عينه * ولا بسوى التقريب تقضى مآربه ولا بالذي يرضيه دون نظيره * ولو أنعلت بالنيرات مراكبه وبي ظمأ رؤياك منهل ريه * ولا غرو أن تصفو لدي مشاربه

(1) العضب: السيف القاطع.
(2) طرير: محدد.
(3) هكذا في الأصل، وفي تاريخ الاسلام بخط المؤلف، وفي غيره من المصادر:
" طائعا ".
(4) السها: كوكب صغير.
(5) هكذا هي بخط المؤلف في تاريخ الاسلام "، وفي بعض المصادر الأخرى: مواكبه.
(6) في الأصل: " الأماني " وليس بشئ، والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام ".
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 » »»