سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٦٦
فقيه، مفت، مناظر، مبرز في عدة علوم، متبحر، مع دين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف.
قلت: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين ابن عبد السلام عندما أعطى صاحبها بلد الشقيف للفرنج، فدخل مصر وتصدر بالفاضلية.
قال ابن خلكان (1): كان من أحسن خلق الله ذهنا، جاءني مرارا لأداء شهادات، وسألته عن مواضع من العربية، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام، ثم انتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وبها توفي في السادس والعشرين (2) من شوال سنة ست (3) وأربعين وست مئة.
قلت: تلا عليه بالسبع شيخنا الموفق ابن أبي العلاء. وحدث عنه المنذري، والدمياطي، وأبو محمد الجزائري، وأبو إسحاق الفاضلي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الحسن ابن البقال، وجماعة. وأخذ عنه العربية جماعة، منهم شيخنا رضي الدين القسرطيني، وقد رزقت كتبه القبول التام لجزالتها وحسنها. وممن روى عنه ياقوت الحموي فقال:
حدثني عثمان بن عمر النحوي المالكي، حدثنا علي بن المفضل، حدثنا السلفي، أن النسبة إلى دوين دبيلي.
176 - السيدي * المسند الاجل أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد ابن السيدي

(١) وفيات الأعيان ٣ / ٢٥٠.
(٢) ذكر ابن الجزري ان وفاته في سادس عشر شوال وربما تصحف ذلك على الطباع لان المؤرخين ربما عبروا عن ذلك بقولهم سادس عشري شوال كما فعل السيوطي في البغية.
(٣) ذكر ابن قنفذ القسنطيني ان وفاته سنة سبع وأربعين وست مئة وهو سهو بلا شك لان كل الذين ترجموا له وذكروا وفاته لم يختلفوا في أنها سنة ست وأربعين وست مئة فليلاحظ ذلك.
* تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (تحقيق الدكتور بشار عواد معروف) ٢ / ٦٨ الترجمة ٢٧٧، وهي ترجمة كتبت قبل وفاة المترجم له ولهذا لم يذكر وفاته وقال: سمع منه قوم من الطلبة في هذا الوقت، صلة التكملة للحسيني الورقة ٥٨ - ٥٩، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا ٣٠١٣) ج ٢٠ الورقة ٨٣، العبر للذهبي: ٥ / ١٩٤، المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي اختصار الذهبي: ١ / ٧٦ الترجمة ١٤٣، لسان الميزان ٥ / 264 الترجمة 908، وفيه (السندي) بالنون وهو تصحيف، شذرات الذهب 5 / 238.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»