سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٤٣
حديث، وكان النشتبري من كبار العلماء معروفا بالستر والصيانة، وما كان ليستحل مع ذكائه وفهمه وطلبه للحديث ورحلته فيه أن تكون الإجازة لأخ له باسمه قد مات صغيرا وسمي الضياء باسمه فيدعيها، ويؤكد ذلك بقوله:
إنني ولدت سنة سبع وثلاثين، ويحدث بها من سنة أربع وعشرين وست مئة وإلى أن مات، وهذا علو مفرط يقتصر منه العجب ويهابه صاحب الحديث في البديهة، ثم يترجح عنده بالقرائن صحة ذلك والله أعلم.
وقد قرأت بهذه الإجازة أنا في حدود سنة سبع مئة على شيخنا أبي عبد الله الدباهي بإجازته من النشتبري أن الكروخي أنبأهم، والآن، وهو سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، تروي عنه بالآجازة بنت الكمال التي كتب بها إليها في سنة سبع وأربعين وست مئة، فمن أراد العلو الذي لا نظير له فليسمع بها، فلو ارتحل الطالب لسماع جزء واحد من ذلك شهرا لما ضاعت رحلته، فالمجيزون له:
وجيه الشحامي سمعه أبوه الكثير وارتحل هو إلى هراة وبغداد، وسمع " الصحيح " من أبي سهل محمد بن أحمد الحفصي بسماعه من الكشمهيني، وسمع " فوائد المخلدين " ستة وعشرين جزءا من أبي حامد الأزهري، وسمع " مسند السراج " من القشيري و " رسالته " وحدث بها، قاله أبو محمد بن الوليد، قال: وسمع " الزهريات " للذهلي من الأزهري عن ابن حمدون عن ابن الشرقي عنه، وسمع " سنن أبي داود " من أبي الفتح نصر بن علي الحاكمي: أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا ابن داسة قال:
وكان ثقة إماما، ولد سنة خمس وخمسين وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
هبة الرحمن عبد الواحد ابن القشيري أبو الأسعد، خطيب نيسابور،
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»