سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٢٢
وقصده الفقهاء، فأكرمهم، وأعطاهم، ولم يسمع منه كلمة نزقة، ويقول:
اعتقادي في الأصول ما سطره الطحاوي (1). وأوصى أن لا يبنى على قبره، ولما مرض قال: لي في قضية دمياط ما أرجو به الرحمة (2).
وقال ابن واصل (3): كان جنده ثلاثة آلاف فارس في نهاية التجمل، وكان يقاوم بهم إخوته، وكان الكامل يخافه، مع أنه كان يخطب للكامل في بلاده ويضرب السكة باسمه. وكان لا يركب في غالب أوقاته بالعصائب، ويلبس كلوتة صفراء بلا عمامة (4)، وربما مشي بين العوام حتى كان يضرب المثل بفعله، فمن فعل شيئا بلا تكلف، قيل: " هذا بالمعظمي " (5).
وتردد مدة في الفقه إلى الحصيري حتى تأهل للفتيا.
توفي في سلخ ذي القعدة سنة أربع وعشرين وست مئة وكان له دمشق والكرك وغير ذلك، وحلفوا بعده لابنه الناصر داود.
84 - الأشرف * صاحب دمشق السلطان الملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى شاه أرمن ابن العادل.

(١) ونعم الاعتقاد.
(٢) أبلى الملك المعظم عيسى بلاءا حسنا وجاهد الصليبيين جهادا عظيما في نوبة دمياط التي كانت من أشد الحملات خطرا على الأمة فنسأل الله سبحانه أن يتجاوز عنه بعض ما أخطأ، وهو محق في مقالته هذه.
(٣) مفرج الكروب: ٤ / ٢٠٩ - ٢١٠ بتصرف كبير.
(٤) ذكر القلقشندي أن الأيوبين تابعوا الأتابكية في لبس الكلوتات الصفر بغير عمائم (انظر صبح الأعشى: ٤ / ٥).
(٥) الذي في مفرج الكروب: قيل: قد فعل بالمعظمي.
* مرآة الزمان: ٨ / ٧١١ - ٧١٧، والتكملة للمنذري: ٣ / الترجمة: ٢٧٧٥، وذيل الروضتين: ١٦٥، ووفيات الأعيان: ٥ / ٣٣٠ - ٣٣٦، والحوادث الجامعة: ١٠٥ - ١٠٦، والمختصر لأبي الفدا: ٣ / ١٦٧ - ١٦٨، وتاريخ الاسلام، الورقة: ١٧٠ - ١٧٣ (أيا صوفيا ٣٠١٢)، والعبر: ٥ / ١٤٦، ودول الاسلام: ٢ / ١٠٤، ونثر الجمان للفيومي: ٢ / الورقة:
٨٦ - ٩٢، والبداية والنهاية: ١٣ / 146 - 149، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة: 26 - 27 والنجوم الزاهرة: 6 / 300 - 301، والسلوك: 1 / 1 / 256، وشذرات الذهب: 5 / 175 - 177 وغيرها من كتب التاريخ.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»