سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٠١
خدم مدة، وروى عن السلفي، وله لغز: ما شئ قلبه حجر، ووجهه قمر، إن نبذ اعتزل البشر، وان أجعته رضي بالنوى، وانطوى على الخوى وإن أشبعته قبل القدم وصحب الخدم، وان غلفته ضاع، وإن أدخلته السوق أبى أن يباع (1) وإن شددت ثانيه وحذفت رابعه كدر الحياة وخفف الصلاة وأحدث وقت العصر الضجر ووقت الفجر الخدر، وإن فصلته دعا لك وبقى، ما إن ركبته هالك وربما كثر مالك وأحسن بعون المساكين مالك.
قوله: قلبه حجر أي جلمد، والمساكين أهل السفينة في البحر (2).
توفي في شعبان سنة ست عشرة وست مئة وله خمس وسبعون سنة.
74 - اليونيني * الزاهد العابد أسد الشام الشيخ عبد الله بن عثمان بن جعفر اليونيني.
كان شيخا طويلا مهيبا شجاعا حاد الحال، كان يقوم نصف الليل إلى الفقراء، فمن رآه نائما وله عصا اسمها العافية ضربه بها، ويحمل القوس والسلاح، ويلبس قبعا من جلد ماعز بصوفه، وكان أمارا بالمعروف لا يهاب

(1) بعد هذا في وفيات ابن خلكان: " وإن أظهرته جمل المتاع وأحسن الامتناع ".
(2) إشارة إلى قوله تعالى: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) (الكهف:
79). وحل اللغز: أنه الدملج الذي تلبسه النساء، إذ إنك حينما تقلب " دملج " تصير " جملد ". وانظر شرح ما ورد في هذا اللغز كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان.
* مرآة الزمان: 8 / 612 - 617، وذيل الروضتين: 125 - 128، وتاريخ الاسلام، الورقة: 164 - 168 (أيا صوفيا 3011 بخطه)، والعبر: 5 / 67 - 68، وعقد الجمان للعيني: 17 / الورقة: 408 - 409، وشذرات الذهب: 5 / 73 - 75، قال الذهبي في تاريخ الاسلام: " وقد جمع مناقبه خطيب زملكا أبو محمد عبد الله ابن العز عمر المقدسي ".
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»