سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٤
وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادا وفعلا، بحيث إنه كان [إذا دخل] (1) مجلسه (2) رجل، فقدم رجله اليسرى كلفه أن يرجع، فيقدم اليمنى، ولا يمس الاجزاء إلا على وضوء، ولا يدع شيئا قط إلا مستقبل القبلة تعظيما لها. / قلت (3): هذا لم يرد فيه ثواب.
إلى أن قال: سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنه قال في الحافظ أبي العلاء، لما دخل نيسابور: ما دخل نيسابور مثلك.
وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن (4) يقول، وذكر رجلا من أصحابه رحل: إن رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته.
قلت: كان أبو العلاء الحافظ في القراءات أكبر منه في الحديث، مع كونه من أعيان أئمة الحديث، له عدة رحلات إلى بغداد وأصبهان ونيسابور.
أخبرنا أبو سعية (5) صبيح الأسود (6)، أخبرنا أبو الحسن ابن المقير،

(1) إضافة من (تذكرة الحفاظ) 4 / 1326 لا يستقيم المعنى بغيرها، ويقويها أن الرواية وردت مطابقة للتذكرة في (تاريخ الاسلام) الورقة 23 (أحمد الثالث 2917 / 14).
(2) في هامش نسخة الأصل (مسجده)، وكأن الناسخ أراد تصحيحها، وهو تصحيح غير موفق لما دل عليه المعنى، ولما ورد في كتب الذهبي الأخرى، ومنها (تاريخ الاسلام) و (تذكرة الحفاظ).
(3) القول للذهبي مؤلف الكتاب.
(4) يعني ابن عساكر، المتوفى سنة 571.
(5) في (تذكرة الحفاظ) 4 / 1327 (أبو سعيد) مصحف، وقد ذكر الذهبي في (المشتبه)) مثل هذا الاسم، ولكنه لم يذكر هذه الكنية (396)، وقد ترجم الذهبي لصبيح هذا في معجم شيوخه فقال: (صبيح بن عبد الله عتيق صواب سمع ابن المقير.. مات في صفر سنة سبع وتسعين وست سنة، وكان خيرا دينا من أبناء الثمانين) (م: 1، الورقة: 62) وترجم له في وفيات سنة 697 من (تاريخ الاسلام)، وذكر مثل الذي ذكره في (معجم شيوخه) (الورقة 267، أيا صوفيا 3014) ومن أسف لم يذكر كنيته في كلا الكتابين.
(6) ذكر الذهبي في (تاريخ الاسلام) أنه كان حبشيا.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»