سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٢٩
قد أقسم الدمع لا يجفو الجفون أسى * والنوم لا زارها حتى ألاقيكا وقرأت بخط الشيخ الموفق، قال: سمعنا درسه مع أخي أبي عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عني؟ قلت: إن ناسا يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري.
هذا معنى الحكاية (1).
وتلا عليه بالعشر ابن الجميزي.
توفي في حادي عشر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
64 - الصائغ * الامام المحدث المفيد، الحافظ المسند، أبو سعد محمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب بن حسين الأصبهاني الصائغ.
ولد سنة سبع وتسعين وأربع مئة.

(1) نقل التاج ابن السبكي هذه الحكاية عن شيخه الذهبي، وقال معقبا: (وأخشى أن تكون الحكاية موضوعة، للقطع بأن ابن أبي عصرون أشعري العقيدة، وغلبة الظن بأن أبا عمر لا يجترئ أن يذكر هذا القول، ولا أحد يتجرأ في ذلك الزمان على إنكار مذهب الأشعري، لأنه جادة الطريق، ولا أظن أن ابن أبي عصرون يفتخر إذ ذاك بهما ويعاتبهما على الانقطاع، وليس في الحكاية من قوله: (فسمعت أخي) ما يقرب عندي صحته، غير أنهما انقطعا عنه لكونه مخالفا لهما في العقيدة، والله يعلم سبب الانقطاع. وكان الموفق وأبو عمر من أهل العلم والدين، لا ننكر ذلك ولا ندفعه، وإنما ننكر وندفع من شيخنا تعرضه كل وقت لذكر العقائد، وفتحه لأبواب مقفلة، وكلامه فيما لا يدريه، وكان السكوت عن مثل هذا خيرا له في قبره وآخرته) (الطبقات:
7 / 134). قلنا: وهذا نقد ركيك من السبكي وهو جزء من كلامه في حق شيخه الذهبي الذي علمه وحفظه وجعل منه عالما، وما كان له أن يتجاوز مثل هذا التجاوز، سامحه الله.
* ترجم له الذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 97 (أحمد الثالث 2917 / 14)، والعبر:
4 / 246، وابن العماد في الشذرات: 4 / 273.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»