سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٦٥
قال أبو إسحاق في " الطبقات " (1): ومنهم أقضى القضاة الماوردي، تفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الأسفراييني، ودرس بالبصرة وبغداد سنين، وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه والأدب، وكان حافظا للمذهب. مات ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " (2): من طالع كتاب " الحاوي " (3) له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب، ولي قضاء بلاد كثيرة، وله تفسير القرآن سماه: " النكت " (4)، و " أدب الدنيا والدين " (5)، و " الأحكام السلطانية (6)، و " قانون الوزارة وسياسة

(١) ص ١٣١.
(٢) ٣ / ٣٨٢.
(٣) ويسمى " الحاوي الكبير ". وقد نقل ابن الجوزي في " المنتظم " ٨ / ١٩٩ عن الماوردي قوله: بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة، واختصرته في أربعين، يريد بالمبسوط:
" الحاوي "، وبالمختصر: " الاقناع ".
وقد ألفه في شرح " مختصر " المزني. وأجزاؤه المخطوطة مفرقة في مكتبات العالم. وقد طبع منه أربعة أجزاء منتزعة في " أدب القاضي " بتحقيق الأستاذ يحيى هلال السرحان - بغداد - ديوان الأوقاف ١٩٧١ - ١٩٧٨. وقد نقل السبكي في " طبقاته " عدة مسائل منه أثناء ترجمة المؤلف.
(٤) ويسمى " النكت والعيون " وتوجد منه أجزاء مخطوطة. (انظر مقدمة: " أدب الدنيا والدين " لمصطفى السقا).
(٥) ويسمى أيضا: " البغية العليا في أدب الدين والدنيا " وموضوعه الأخلاق والفضائل الدينية من الناحية العلمية الخالصة، وبعضه في الآداب الاجتماعية، وهي التي سماها المؤلف " آداب المواضعة "، وقد جعله على خمسة أبواب، وقد طبع أول مرة في مطبعة الجوائب سنة 1299، ثم طبع بعد ذلك عدة مرات منها طبعة البابي الحلبي التي حققها الأستاذ مصطفى السقا.
(6) ويسمى: " الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية "، و " الأحكام السلطانية والولايات الدينية "، ويعد هذا الكتاب هو وكتاب " غياث الأمم " لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني مثلا عاليا للفقه السياسي الاسلامي، وقد جعله مؤلفه على عشرين بابا، وهو أشبه بدستور عام للدولة، وللأسس التي تقوم عليها، وقد نشر في بون عام 1853، وترجم إلى الفرنسية، ونشر في الجزائر عام 1915. وقد طبع بعد ذلك عدة طبعات بالعربية غير محققة.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»