سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤٨٦
مولده بدامغان في سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة (1)، وحصل المذهب على فقر شديد.
قال أبو سعد السمعاني: قال والدي: سمعت أحمد بن الحسن البصري الخباز يقول: رأيت أبا عبد الله الدامغاني كن يحرس في درب الرياح، وكان يقوم بعيشته إنسان اسمه أبو العشائر الشيرجي (2).
وعنه: قال: تفقهت بدامغان على أبي صالح الفقيه، ثم قصدت نيسابور، فأقمت أربعة أشهر بها، وصحبت أبا العلاء صاعد بن محمد قاضيها، ثم وردت بغداد.
قال محمد بن عبد الملك الهمذاني: فقرأ على القدوري، ولازم الصيمري، ثم صار من الشهود، ثم ولي القضاء للقائم، فدام في القضاء ثلاثين سنة وأشهرا (3).
وكان القاضي أبو الطيب يقول: الدامغاني أعرف بمذهب الشافعي من كثير من أصحابنا (4).
قال محمد: وكان بهي الصورة، حسن المعاني في الدين والعلم والعقل والحلم وكرم العشرة والمروءة. له صدقات في السر، وكان منصفا (5) في العلم، وكان يورد في درسه من المداعبات (6) والنوادر نظير ما يورد الشيخ

(١) كما ذكر الخطيب في " تاريخ بغداد " ٣ / ١٠٩، وذكر السمعاني وياقوت وابن الأثير أنه ولد سنة أربع مئة، وذكر ابن كثير أنه ولد سنة ثمان عشرة وأربع مئة.
(٢) انظر " المنتظم " ٩ / ٢٢ - ٢٣، و " الوافي " ٤ / ١٣٩.
(٣) انظر " المنتظم " ٩ / ٢٣ - ٢٤.
(٤) " الجواهر المضية " ٢ / ٩٧.
(٥) تحرفت في " الفوائد البهية " إلى: مصنفا.
(٦) تحرفت في " الفوائد البهية " إلى: الملاعبات.
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»