سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥
وقد جدر، وبقي خمسا وأربعين سنة لا يأكل اللحم تزهدا فلسفيا (1).
وكان قنوعا متعففا، له وقف يقوم بأمره، ولا يقبل من أحد شيئا، ولو تكسب بالمديح، لحصل مالا ودنيا، فإن نظمه في الذروة، يعد مع المتنبي والبحتري.
سمع جزءا من يحيى بن مسعر، رواه عن أبي عروبة الحراني.
وأخذ الأدب عن بني كوثر، وأصحاب ابن خالويه (2)، وكان يتوقد ذكاء.
ومن أردإ تواليفه " رسالة الغفران " في مجلد (3)، قد احتوت على مزدكة وفراغ، و " رسالة الملائكة " (4)، ورسالة " الطير " على ذلك الأنموذج، وديوانه " سقط الزند " (5) مشهور، وله " لزوم ما لا يلزم " (6) من نظمه، وكان إليه المنتهى في حفظ اللغات.

(١) انظر الخبر بأطول مما هنا في " إنباه الرواة " ١ / ٤٩، وانظر " المنتظم " ٨ / ١٨٤، و " معجم الأدباء " ٣ / ١٢٥.
(٢) هو الأستاذ أبو عبيد الله الحسين بن أحمد الهمذاني النحوي اللغوي، المتوفى سنة (٣٧٠) ه‍. مترجم في " إنباه الرواة " ١ / ٣٢٤، و " بغية الوعاة " ١ / ٥٢٩، و " وفيات الأعيان " ٢ / ١٧٨ - ١٧٩، " الفهرست " ٨٤، " يتيمة الدهر " ١ / ١٠٧ - ١٠٨، " معجم الأدباء " ٩ / ٢٠٠ ٢٠٥، " نزهة الالبا ": ٣١١ - ٣١٢، " أعلام النبلاء " ٤ / ٥٤ - ٥٦، " طبقات ابن قاضي شهبة " ١ / ٣١٧ - ٣١٩، " مرآة الجنان " ٢ / ٣٩٤، " البداية والنهاية " 11 / 297، " النجوم الزاهرة " 4 / 139، " تلخيص ابن مكتوم " 62.
(3) كتبها إلى الشيخ علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح جوابا عن رسالة بعث بها إليه.
(4) طبعت بتحقيق وشرح العلامة محمد سليم الجندي، عضو المجمع العلمي العربي بدمشق.
(5) وهو ديوان شعر تزيد أبياته على ثلاثة آلاف بيت، وهو مطبوع مع شروح عدة لائمة اللغة والأدب، بعناية وزارة الثقافة والارشاد القومي في مصر عام 1945 وبتحقيق لجنة من الأساتذة.
(6) ويعرف أيضا باللزوميات، وقد بين في مقدمته القوافي ولوازمها، ومعنى لزوم ما لا يلزم، وهو مطبوع متداول.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»