وقد جدر، وبقي خمسا وأربعين سنة لا يأكل اللحم تزهدا فلسفيا (1).
وكان قنوعا متعففا، له وقف يقوم بأمره، ولا يقبل من أحد شيئا، ولو تكسب بالمديح، لحصل مالا ودنيا، فإن نظمه في الذروة، يعد مع المتنبي والبحتري.
سمع جزءا من يحيى بن مسعر، رواه عن أبي عروبة الحراني.
وأخذ الأدب عن بني كوثر، وأصحاب ابن خالويه (2)، وكان يتوقد ذكاء.
ومن أردإ تواليفه " رسالة الغفران " في مجلد (3)، قد احتوت على مزدكة وفراغ، و " رسالة الملائكة " (4)، ورسالة " الطير " على ذلك الأنموذج، وديوانه " سقط الزند " (5) مشهور، وله " لزوم ما لا يلزم " (6) من نظمه، وكان إليه المنتهى في حفظ اللغات.