سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٤٥
قلت: وكان أبوه أيضا لغويا، فأخذ عن أبيه، وعن صاعد بن الحسن.
قال الحميدي (1): هو إمام في اللغة والعربية، حافظ لهما، على أنه كان ضريرا، وقد جمع في ذلك جموعا، وله مع ذلك حظ في الشعر وتصرف.
وأرخ صاعد بن أحمد القاضي موته في سنة ثمان وخمسين وأربع مئة، وقال: بلغ الستين أو نحوها (2).
قال اليسع بن حزم: كان شعوبيا يفضل العجم على العرب (3).
وحط عليه أبو زيد السهيلي في " الروض " (4) فقال: تعثر في " المحكم " وغيره عثرات يدمى منها الاظل (5)، ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل، حتى إنه قال في الجمار: هي التي ترمى بعرفة (6).

(1) " جذوة المقتبس ": 311.
(2) " الصلة " 2 / 418، و " إنباه الرواة " 2 / 227، وقد ذكر قولا آخر في وفاته وهو سنة (448)، وما ذكره المؤلف هو الصواب، وانظر " وفيات الأعيان " 3 / 330 - 331.
(3) انظر " لسان الميزان " 4 / 206.
(4) هو كتاب " الروض الأنف " في تفسير " السيرة النبوية " لابن هشام، وأبو زيد السهيلي - ويقال أبو القاسم وأبو الحسن: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الأندلسي النحوي صاحب التصانيف المتوفى 581 ه‍. انظر " العبر " 4 / 244، و " شذرات الذهب " 4 / 271 - 272.
(5) الاظل: بطن الإصبع.
(6) انظر " الروض الأنف " 2 / 128. وقد اعتذر ابن حجر عن كلامه هذا في " لسان الميزان " 4 / 205 - 206، فقال بعد أن أورد قول السهيلي، قلت: والغالط في هذا يعذر لكونه لم يكن فقيها ولم يحج، ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط في اللغة التي هي فنه الذي يحقق به من هذا القبيل.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»