سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٥
وحدث عنه: الخطيب، والكتاني، والفقيه نصر المقدسي، وأبو طاهر الحنائي، وأبو القاسم النسيب ووثقه، وبالإجازة أبو سعد بن الطيوري (1).
وألف كتابا طويلا في الصفات (2)، فيه كذب، ومما فيه حديث عرق الخيل (3)، وتلك الفضائح، فسبه علماء الكلام وغيرهم. وكان ينال من ابن أبي بشر (4)، وعلق في ثلبه، والله يغفر لهما.
قال ابن عساكر (5): كان على مذهب السالمية (6)، يقول بالظاهر، ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي رأيه. وسمعت أبا الحسن بن قبيس، عن أبيه، قال: لما ظهر من أبي علي الاكثار من الروايات في القراءات أتهم، فسار رشأ بن نظيف (7)، وابن الفرات، وقرؤوا ببغداد على الذين روى عنهم الأهوازي، وجاؤوا، فمضى إليهم أبو علي، وسألهم أن يروه

(١) واسمه أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، المتوفى سنة ٥١٧ ه‍. ستأتي ترجمته في الجزء التاسع عشر من هذا الكتاب برقم (٢٧٠).
(٢) ذكره ابن عساكر باسم " البيان في شرح عقود أهل الايمان " انظر " تبيين كذب المفتري " ٣٦٩.
(٣) انظر اللآلي المصنوعة ١ / ٣ و " تنزيه الشريعة " ١ / ١٣٤.
(٤) يعني أبا الحسن الأشعري، له فيه كتاب " مثالب ابن أبي بشر الأشعري " وقد رد عليه ابن عساكر ردا وافيا في كتابه " تبيين كذب المفتري ": ٣٦٤ - ٤٢٠.
(٥) انظر " تهذيب تاريخ ابن عساكر " ٤ / ١٩٧.
(٦) قال العلامة الكوثري في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " ٣٦٩: السالمية فرقة من المشبهة، يقولون: إن الله تعالى يرى في صورة آدمي، وإنه تعالى يقرأ على لسان كل قارئ، وإنهم إذا سمعوا القرآن من قارئ يرون أنهم إنما يسمعونه من الله تعالى، ويعتقدون أن الميت يأكل في القبر ويشرب وينكح إلى غير ذلك. وهذه النحلة معروفة بالبصرة وسوادها بالسالمية نسبة إلى مقالة الحسن بن محمد بن أحمد بن سالم السالمي البصري وابنه أبي عبد الله المتصوف.
(٧) هو المقرئ أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله، الدمشقي، المتوفي سنة ٤٤٤ ه‍، مترجم في " معرفة القراء الكبار " ١ / ٣٢١، ٣٢٢، و " غاية النهاية " 1 / 284.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»