سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٦٠
والوزراء (1). وله باع أطول في الغزل. وأما الزطاطة والتفحش، فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها (2).
وخدم بالكتابة في جهات، وأخذ الجوائز، وولي حسبة بغداد مدة (3) وعزل، وله معان مبتكرة ما سبق إليها (4).
وكان شيعيا رقيعا، ماجنا، مزاحا، هجاء، أمة وحده في نظم القبائح، وخفة الروح، وله معرفة بفنون من التاريخ والاخبار واللغات.
ورأيت له أنه قال: كل ما قلته من المجون فالله يشهد أنني ما قصدت به إلا بسط النفس، وأنا أستغفر الله من هذه العثرة.
وقيل: إنه بعث ديوانه بخط منسوب إلى صاحب مصر، فأجازه بألف دينار.

(١) انظر " معجم الأدباء " ٩ / ٢١٠ وما بعدها.
(٢) فمن شعره:
شعري الذي أصبحت فيه * فضيحة بين الملا لا يستجيب لخاطري * إلا إذا دخل الخلا ومنه:
أيا مولاي هزلي تحت جدي * وتحت الفضة انحرف اللحام وشعري سخفه لابد منه * فقد طبنا وزال الاحتشام وهل دار تكون بلا كنيف * يكون لعاقل فيها مقام وحضر في دعوة، وأخر الطعام، ونظر إلى صاحب الدار يذهب ويجئ في داره، فقال:
يا ذاهبا في داره جائيا * بغير معنى وبلا فائدة قد جن أضيافك من جوعهم * فاقرأ عليهم سورة المائدة (٣) وليها لعز الدولة بختيار بن بويه. انظر " النجوم الزاهرة " ٤ / ٢٠٤.
(٤) انظر فنون شعره في " يتيمة الدهر " ٣ / ٣١ - ٩٩، و " الوافي بالوفيات " 12 / 334 - 337.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»