سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤١٤
حاله، فلما بلغنا المنزلة، ذهبنا نتخلل الرفاق، فإذا شيخ خراساني حوله حشم، فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بسفرة، فأكلنا وقمنا، فلم نزل هكذا، يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة، وما حملنا من الزاد شيئا، وحدث بمكة " بالصحيح "، فكان يتكلم على الرجال وأحوالهم، فيتعجب من حضر، وتوفي بمكة سنة ثمان أو تسع وأربع مئة (1).
قال الحميدي (2): له كتاب في تجويز السماع، فكان كثير من المغاربة يتحامونه لذلك، وجمع طرق حديث المغفر في أجزاء عدة.
ثم قال: حدثنا أبو غالب بن بشران النحوي، حدثنا عطية بن سعيد، حدثنا القاسم بن علقمة، حدثنا بهز (3). فذكر حديثا.

(1) انظر " جذوة المقتبس " 320، 321، و " بغية الملتمس " 433، 434.
(2) في " جذوة المقتبس " 321 وتمام الخبر: ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أنه عول في بعضه على لاحق بن حسين. وحديث المغفر هو في " الموطأ " 1 / 423 في الحج: باب جامع الحج عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه، جاءه رجل فقال: يا رسول الله ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتلوه " وأخرجه البخاري (1846) و (3044) و (4286) و (5808) ومسلم (1357) وأبو داود (2685) والترمذي (1693) والنسائي 5 / 201، والدارمي 2 / 73 و 221، وابن ماجة (2805) وأحمد 3 / 109 و 164 و 180 و 186 و 224 و 231، 232، و 240.
(3) في " الجذوة ": 321: حدثنا محمد بن صالح الطبري بدل " بهز "، قال: حدثنا مرار بن حمويه الهمذاني، حدثنا أبو غسان الكناني، حدثنا مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لما ودع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله وان عبد الله بن عمر خرج إلى ماله بخيبر، فعدي عليه من الليل [ففدعت يداه ورجلاه] وليس لنا هناك عدو غيرهم، وهم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فقام إليه ابن أبي الحقيق، فقال: أتخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال؟، فقال له عمر: أتراك نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة " فقال: [كان ذلك هزيلة من أبي القاسم، فقال: كذبت يا عدو الله] فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر إبلا ومالا. قال الحميدي: وهو حديث عزيز أخرجه البخاري في الصحيح (2730) عن أبي أحمد مرار بن حمويه مسندا، وهو غريب من حديث مالك، وليس في " الموطأ " قلت: والزيادات من البخاري.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»