فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ! رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: سل عن أبي علي بن شاذان، فإذا لقيته، فاقرأه مني السلام. وانصرف الشاب، فبكى الشيخ، وقال: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر. ثم قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات (1).
توفي أبو علي في سلخ عام خمسة وعشرين وأربع مئة، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين.
وآخر من روى عن رجل عنه: عبد المنعم بن كليب.
أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا أبو الفتح بن البطي، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا أبو زيد، حدثنا محمد ابن عمرو بن علقمة، حدثنا الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار وحش وهو بالبيداء محرم، فرده علي، فعرف ذلك في وجهي، فقال: " أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم ".
اتفقا عليه من غير وجه عن الزهري (2).