سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٤٥٤
قال أستاذي (1).
وقال الصوري: سمعت الحافظ عبد الغني، يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون، - يعني: ابن الحمال - في وقته، والدارقطني في وقته (2).
وقال القاضي أبو الطيب الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث (3).
وقال الأزهري: كان الدارقطني ذكيا، إذا ذكر (4) شيئا من العلم أي نوع كان، وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع أبي الحسن دعوة عند بعض الناس ليلة، فجرى شئ من ذكر الأكلة، فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم نوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك، قال الأزهري، ورأيت ابن أبي الفوارس سأل الدارقطني عن علة حديث أو اسم، فأجاب، ثم قال: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري قال القاضي أبو الطيب الطبري: حضرت الدارقطني وقد قرئت الأحاديث التي جمعها في مس الذكر (5) عليه، فقال: لو كان أحمد بن حنبل

(1) " تاريخ بغداد ": 12 / 36.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) في " تاريخ بغداد ": إذا ذوكر.
(5) هو حديث صحيح، أخرجه مالك في الموطأ 1 / 42، وعنه الشافعي في الام 1 / 15، وأحمد 6 / 406، وأبو داود (181) والنسائي 1 / 100، والترمذي (82) وبان ماجة (479) من حديث بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ ". وصححه الترمذي وغير واحد من الأئمة. لكن يحمل الامر بالوضوء فيه على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن مس الرجل ذكره، فقال: " هل هو إلا مضغة أو بضغة منه " وهو حديث صحيح أخرجه أحمد 4 / 22 و 23، وأبو داود (182) والترمذي (85) والنسائي 1 / 38، وابن ماجة (483) وصححه ابن حبان (207).
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»