سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٠
وعضد الدولة ملك فارس والعراق.
وكان يركب الخيل بزي العرب، وله شارة وغلمان وهيئة.
وكان أبوه سقاء بالكوفة، يعرف بعبدان.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد المحاملي، وعلي بن أيوب القمي، وأبو عبد الله بن باكويه، وأبو القاسم بن حبيش، وكامل العزائمي، والحسن بن علي العلوي من نظمه.
قيل: إنه جلس عند كتبي، فطول المطالعة في كتاب للأصمعي، فقال صاحبه: يا هذا أتريد أن تحفظه؟ فقال: فإن كنت قد حفظته؟ قال:
أهبه لك، قال: فأخذ يقرؤه حتى فرغه، وكان ثلاثين ورقة (1).
قال التنوخي: خرج المتنبي إلى بني كلب، وأقام فيهم، وزعم أنه علوي، ثم تنبأ، فافتضح وحبس دهرا، وأشرف على القتل، ثم تاب.
وقيل: تنبأ ببادية السماوة، فأسره لؤلؤ أمير حمص بعد أن حارب (2).
وقد نال بالشعر مالا جليلا، يقال: وصل إليه من ابن العميد ثلاثون ألف دينار. وناله من عضد الدولة مثلها.
أخذ عند النعمانية (3)، فقاتل، فقتل هو وولده محسد (4). وفتاه في

(١) انظر " تاريخ بغداد ": ٤ / ١٠٣.
(٢) انظر حول مقتل المتنبي: " تاريخ بغداد ": ٤ / ١٠٤، و " وفيات الأعيان ": ١ / ١٠٣، و " العمدة " 1 / 45.
(3) النعمانية: بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة، معدودة من أعمال الزاب الاعلى، وأهلها شيعة غالية كلهم. " معجم البلدان ": 5 / 294.
(4) محسد: بضم الميم: وفتح الحاء المهملة والسين المهملة المشددة، وبعدها دال مهملة. كذا ضبطه ابن خلكان في " وفياته ": 1 / 125.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»