سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ١٩٠
بختيار، وكان يتشيع، فقيل: تاب في مرضه، وترضى عن الصحابة، وتصدق، وأعتق، وأراق الخمور، وندم على ما ظلم، ورد المواريث إلى ذوي الأرحام. وكان يقال له: الاقطع. طارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا، وتملك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تبعا لأخيه الملك عماد الدولة.
مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مئة، وله ثلاث وخمسون سنة.
وقد أنشأ دارا غرم عليها أربعين ألف ألف درهم فبقيت إلى بعد الأربع مئة ونقضت، فاشتروا جرد ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار.
134 - كافور * صاحب مصر، الخادم الأستاذ، أبو المسك، كافور الإخشيذي الأسود.
تقدم عند مولاه الإخشيذ، وساد لرأيه وحزمه وشجاعته، فصيره من كبار قواده، ثم حارب سيف الدولة، ثم صار أتابك أنوجور ابن أستاذه وتمكن.
قال وكيله: خدمت كافورا، وراتبه في اليوم ثلاث عشرة جراية، وقد بلغت على يدي ثلاثة عشر ألف جراية (1).

* المنتظم: ٧ / ٥٠ - ٥١، الكامل لابن الأثير: ٨ / ٤٤٥، ٤٥٧، ٥٨٠ - ٥٨٤، ٥٩٠، و ٩ / ١٦٨، المغرب في حلى المغرب (الجزء الأول من القسم الخاص بمصر) ١٩٩، وفيات الأعيان: ٤ / ٩٩ - ١٠٥، المختصر في أخبار البشر: ٢ / ١٠٧، العبر: ٢ / ٣٠٦، دول الاسلام: ١ / ٢٢١، البداية والنهاية: ١١ / ٢٦٤، ٢٦٦، ابن خلدون: ٤ / ٣١٤، النجوم الزاهرة: ٤ / ١ - ١٠، حسن المحاضرة: ١ / ٥٩٧ - ٥٩٨، شذرات الذهب: ٣ / ٢١ - ٢٢.
(١) انظر " الوفيات ": 4 / 99.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»