سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٣٥٠
قلت: كذا أورد الخطيب هذه الحكاية، وخلاها، وذهب غير متعرض لنكارتها.
فأما يحيى بن زكريا أحد حفاظ الكوفة، فتوفي سنة ثلاث وثمانين ومئة. وقد روى عنه ابن معين، وأبو كريب، وهناد، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق كثير، من آخرهم يعقوب الدورقي، ويقال: مات سنة اثنتين وثمانين. وكان إذ ذاك أبو سعيد الأشج شابا مدركا بل ملتحيا. وقد ارتحل وسمع من هشيم. وموته بعد يحيى بأشهر، فما يبعد سماعة من يحيى بن زكريا.
قال الحاكم: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقول في أبي العباس، قال: في ماذا؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم (1).
وبه قال الخطيب: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نعيم البصري - لفظا - حدثنا محمد بن عدي بن زحر، سمعت محمد بن الفتح القلانسي، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة - يعني - ابن عقدة (2) -.
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي الواسطي المقرئ، أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا ابن عدي، سمعت عبدان الأهوازي يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر حديثه معهم - يعني: لما كان يظهر من الكثرة والنسخ -. وتكلم فيه مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه.

(1) " تاريخ بغداد ": 5 / 18 - 19.
(2) " تاريخ بغداد ": 5 / 19 - 20.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»